نبيل شقير
في مطلع السبعينيات علمت ان هناك مهرجانا خطابيا في منطقة الوحدات وسيتكلم بالمهرجان (الحكيم) وهو لقب الدكتور جورج حبش وحضرت المهرجان وظهر الحكيم واول ما فعله حيا الجماهير المتواجدة وابتدأ حديثه بان قال سأغير في هذا اليوم من طريقة حديثي الروتيني معكم وسأعلمكم بحدث جديد طرأ على مسيرتنا الفكرية وابدأ هنا واقول لكم.. ان مؤسس الفكر الاشتراكي كان بنظريته قد قسم المجتمع الى عدة طبقات اولها الرأسماليون والبراجوازيون والبرجوازية الصغيرة ومن ثم الفلاحين يليهم العمال الكادحون وبالنهاية البروليتاريا وتلك الطبقات هي من تقسيم صاحب النظرية والفكر، ولكن ما سأقوله اليوم هو ما استجد بعدد الطبقات وانه قد تكونت ونشأت طبقة جديدة وهي طبقة (العايفين حالهم)! لقد رجعت بي الذاكرة لذلك اليوم وتذكرت الخطاب خاصة بعد ان ذابت وتبخرت الطبقة المتوسطة من الشعب الاردني واصبحت غالبية الناس من طبقة (العايفين حالهم) وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا يعيف الناس حالهم؟ ولكن الجواب موجود والجواب هنا هو كثرة الفاسدين وناهبي ثروات الوطن والمديونية التي اثقلت كاهل الدولة والمواطنين معا سواء بارتفاع الاسعار وتعدد وكثرة الضرائب وتحميل الدعم للمواطنين الذين نراهم يتعبون ويشقون ليؤمنوا قوتهم وقوت عائلاتهم وذلك بشق الانفس بالاضافة لكثرة الالتزامات والمتطلبات الضرورية لاستمرار الحياة ولا ندري الى متى ستدوم هذه الحالة والاوضاع السائدة بعد ان اصبحنا جميعا من طبقة (العايفين حالهم) وبعد ان كنا من الطبقة المتوسطة ومستوري الحال. ختاما: ان هذا الخطاب وهذا الكلام كان قبل اربعة واربعين عاما، وهو جزء من نظرية فكرية ولكنه تحقق هذه الايام في بلدنا لان كل ما قيل اصبحنا نعيشه فالى متى سنبقى عايفين حالنا فالجواب عند الحكومات المتعاقبة.