المحامي موسى سمحان الشيخ
عذرا قارئي العزيز، لم اتمكن من محاورتك في الاسبوع المنصرم عبر مقالي في الشاهد الغراء لانني كنت على سرير الشفاء في احد مشافي عمان الخاصة حيث خضعت لعملية قسطرة علاجية قلبية تخللها زرع دعامات (شبكات) تلك حادثة فردية تحدث في اليوم العربي آلاف المرات، لدينا في عالمنا العربي الكبير من الاوضاع والهموم ما يكفي لجلط محمد علي كلاي وهو في عز شبابه او لطحن صبر ايوب وهو في ذروة اوجاعه، هي اذن فرصة طيبة للتحدث قليلا عن مشافي عمان الصحية الخاصة ورذاذها بالتأكيد سيطال المشافي العامة التي هي الاسوأ بامتياز بالقياس للخاصة، هنا فاتورة عالية، عالية جدا، هنا مبالغة في تقدير الاجور والخدمات وبالتأكيد لا يقوى على دفعها او التعامل معها سوى النزر اليسير من ابناء شعبنا الفقراء الغلابى العاطلين عن العمل والمقموعين فكريا وجسديا، نعم هنا فاتورة شاهقة الارتفاع بالقياس لجيب المواطن، وبالنسبة لي لولا مساعدة النقابة بل واجبها لم اكن استطيع دخول هذا المشفى او حتى الوقوف امامه بل والمرور من جانبه في الاردن طب متطور، واطباء عباقرة، ونهضة صحية عارمة يجسدها القطاع الخاص اولا، عكس المشافي الحكومية التي تنخرها البيروقراطية والترهل الاداري وامراض اخرى كانعكاس لمشاكل الدولة ذاتها، نقول لدينا طب متفوق يشهد بذلك تدفق مئات الاف من العرب للعلاج في مشافي المملكة الخاصة الا ان مشافينا الخاصة والعامة بحاجة الى نظرة انسانية اوسع، الى ادراك اعمق لرسالتها ودورها، فالمشروع الطبي - اي مشروع - لا يخضع لمعادلة ربح 100٪ او 200٪ تلك معادلة صفراء وسيئة تسمن جيوب المستثمرين تكبر فللهم وقصورهم تجعلهم رجعيين اثرياء وسط جمع من الفقراء الناقمين سيما حينما يتعلق الامر بصحتهم الجسدية وربما الفكرية، سادة المشافي رفقا بالقوارير.