علي القيسي
نحيي في هذه الايام ذكرى معركة الكرامة الخالدة، فبعد مرور ستة واربعين عاما وبالرغم من هذه الاعوام الطويلة والعقود ما زالت هذه المعركة حاضرة وماثلة امامنا وخالدة في ذاكرتنا وتاريخنا، وما زالت ايضا قمرا منيرا سابحا في سماء حياتنا نستمد منها النور والضياء، والعزم والتصميم كلما ادلهمت على بلدنا الاردن العاديات والخطوب، واسباب اليأس والقنوط. لقد سطر جيشنا العربي الباسل في ذلك اليوم التاريخي المجيد، اروع البطولات والتضحيات في رد العدوان الاسرائيلي ودحره واستسلامه حيث طلب العدو الاسرائيلي من الامم المتحدة وقفا فوريا لاطلاق النار من الجانب الاردني وهذا لم يحدث في التاريخ العسكري الصهيوني الا مع الجبهة الاردنية ولكن الحسين طيب الله ثراه، رفض رفضا قاطعا هذا الطلب الانهزامي الصهيوني حتى خروج اخر جندي اسرائيلي عن الاراضي الاردنية. لقد كان يوم الكرامة يوما تاريخيا ليس للاردن وحده وانما لسائر الوطن العربي والشعوب العربية والاسلامية التي فرحت بهذا النصر المؤزر على أيدي ابطال قواتنا الاردنية المسلحة فقد انهت يومئذ اسطورة الجيش الذي لا يقهر وتحطمت هذه الاسطورة الزائفة على صخرة الصمود الاسطوري للجيش العربي الاردني الباسل الذي لقن العدو الاسرائيلي درسا قاسيا ومريرا لن ينساه هذا العدو المتغطرس ابدا. ان يوم الكرامة من ايام التاريخ العربي والاسلامي، ومعركة الكرامة تعيد للاذهان معارك المسلمين وانتصاراتهم على اعدائهم عبر التاريخ القديم فهي حلقة في سلسلة طويلة من المعارك التاريخية البطولية التي خاضها المسلمون في اليرموك، ومؤتة، والقادسية، وفي القدس، واللطرون، وباب الواد .. والتي ابلى فيها الجندي الاردني بلاء حسنا، وقدم قوافل الشهداء ودماءهم قرابين لفلسطين والاردن والامة العربية قاطبة.