النقابي ابراهيم حسين القيسي
لم تكن تحمل بندقية أيها القاضي ولا حتى أداة حادة او راضة عندما وقفت امام ذلك الغر الارعن ابن شعب الله المختار المغتصب لارضنا من اجل تفتيشك , كنت أيها البطل عقلا متوقدا سكنت خلاياه أعلى درجات العلم والتفوق , وبين ضلوعك أيها المحترم المؤدب استقر قلب طيب مشبع بالإيمان والتقوى واحترام الإنسان وتقديس حقوقه , يا شهيد الكرامة لقد صنعت بجهدك واجتهادك نموذجا للإنسان وللقاضي العادل وللعربي الذي يحمل ارقى منظومة قيمية , إما هذا المجنون المنحرف المشبع بالخزعبلات الدينية والحقد على البشرية لم يتعلم سوي تعاليم بروتوكولات حكماء صهيون التي جاء في احد نصوصها إن قتلك لغير اليهودي هو قربان للرب , لقد فقد عقله وهو يرى إمامه أنسانا في أبدع موصفات الخلق الانسانية وهو الذي تعود على اهانة البشر لقد استهجن هذا المنحرف ان ينتقده انسان فقد علموه الذين جاءوا بأمه وأبيه من زقاق العالم ومن بين فواصل التاريخ , علموه ان يكون وحشا بشريا يقتل الاطفال وكبار السن من غير احساس واخيرا قتلك وانت نبراس للقضاء والعدالة , هذا المأفون الفاقد للخلق الفارغ الخاوي من كل شي الا من الوحشية استمرأ الظلم واستسهل القتل واعتقد ان كل البشر ما عدا شعب الله المختار هم بلا كرامة , ايها القاضي الشهيد انك لم تستفز ذلك الوحش بل هو بالتاكيد من اعتدى على انسانيتك وأهانك نعم أهانك , عندما بالغ في تفتيشك بشكل مهين للانسانية واستثارك وجرح رجولتك التى انتصرت لها بحياتك , لقد اعتقد هؤلاء المنحرفون لمام البشر ان الكرامة العربية قد انعدمت وان النخوة قد انعيت منذ قبلنا السلام وعاهدناهم عن ضعف , يرحمك الله ايها القاضي الشريف فقد ضحيت بحياتك من اجل ان تقول لهؤلاء القتله اننا لا زلنا رغم الهوان عربا نحتفظ بكرامتنا في اكبادنا وان السلام والتطبيع ما هو الا حبر على ورق , وساعة الحرية لا بد انها آتية مهما ظن البعض اننا يئسنا واستسلمنا , الف رحمة على روحك ايها الشهيد الذي انتصرت بموقفك البطولى للملايين المكبلة والمكممة وسلام على ابيك الذي زرع فيك اعلى معاني القيم والرجولة وسلام على حليب امك النقي العربي الاصيل الذى رضعته وسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدك ويوم ستبعث حيا مع الشهداء والانبياء والرسل والصديقين سلام عليك يا رائد زعيتر . ibrahim_alqaisy@hotmail.com