الشاهد -
الشاهد-محمود الخرابشة
في مثل هذا اليوم من كل عام تطل علينا ذكرى الكرامة الخالدة ففي هذا اليوم 21/3/1968 دفع العدو الاسرائيلي بجحافله لاجتياز نهر الاردن وكانت كافة وسائل الدعاية والاعلان من مصوري التلفزة والاذاعة الاسرائيلية ومراسلوا وكالات الانباء العالمية قد رافقت القوات المعادية وكأنها قادمة في نزهة مع القوات الاسرائيلية ومع ارتال دباباتهم وهذه النزهة متجهة ناحية الضفة الشرقية للاردن وكانت مفاجأة العدو مذهلة عندما وقف الجيش الاردني وقوف الابطال وخلفهم كل الاسرة الاردنية الواحدة وخلفهم قلب كل عربي ادمته هزيمة 1967. في الساعات الاولى للمعركة تأكد للعدو ان النصر السهل الذي توقعه والنزهة الاستعراضية هي مجرد خرافة وتأكد له ايضا ان المقاتلين العرب الذين يواجههم لا يقيمون وزنا للموت وان الشرف هو ما يحرصون عليه. لقد قام العدو بارسال الصحفيين المرافقين لقواته الى فندق البحر الميت واعيدوا بعدها للقدس وفي اليوم الثاني بدأ المراسلون الصحفيون المغادرة الى الضفة الشرقية حيث كانت الدبابات الاسرائيلية والاليات المحروقة تملأ ميدان المعركة وقد خلف العدو بالاضافة لذلك اشلاء القتلى ولم يغب عن الاذهان الاسر الاردنية في ذلك اليوم متوقعا احتفالها بعيد الام وكانت الامهات تنتظر هدايا اولادهن وفي الحقيقة كانت اثمن الهدايا واغلاها انها الدماء والارواح التي قدموها رخيصة في الكرامة لتبقى الام العربية عزيزة مصونة مرفوعة الرأس عالية الجبين تفاخر الدنيا كلها بعطاء اولادها ورجولتهم ودفاعهم عن تراب الوطن الغالي. التقت المناسبتين في يوم واحد عاطفة الامومة مع تضحية الرجال لتسطر اروع صفحة في تاريخنا الحديث وفي هذا اليوم تحية اكبار واجلال لكل ام شهيد سقط على ارض الكرامة والقدس وكل البلاد العربية دفاعا عن العرب ووطنهم ودينهم وعرضهم والى الامهات في بلدي نقول من الاعماق كل عام وانتن بالف خير وما النصر الا من عند الله. محمود الخرابشة »ابو عادل«