منصور الطراونه
تسعة أيام تمنيتها تسعمائة أو تسعة آلاف رغم أنها تسعة أيام من أسوء أيام حياتي ومن أجمل أيام حياتي تلك هي التي قضيتها الى جانبك أيتها الغالية وأنت على سرير الشفاء وقبل رحيلك الى الرفيق الأعلى والى جنات الخلد ان شاء الله تسعة أيام كنت فيها أبكي ليس ضعفا لا سمح الله أو عدم اعتراف بقضاء الله وقدره انما كنت أبكي لعلي كنت قد قصرت بحقك أيتها الوالدة العزيزة وأنت في حياة الدنيا الزائلة . نعم ... تسعة أيام لم نكن نملك فيها أن نقدم أي شيء أمام ارادة الله وقضائه وقدره ولم أتمن زيادتها لا سمح الله ليعذبك المرض بل لعلي أستزيد من رضاك والتقرب اليك فكم من الناس وفدوا الى المستشفى وقدروا بالآلاف نصفهم لا أعرفهم ولا أعرف كيف جاءوا وفوق هذا وذاك فسعادتي كانت غامرة وأنت على مدى الأيام التسعة لم تفارقك شهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله الى أن قضى الله أمراً كان مفعولا . نعم ... أيتها الوالدة العزيزة وأنت الآن باذن الله وبفضله ونرجوه أن تكوني في البرزخ الأعلى من جنات الفردوس التي وعد بها الصالحون والمؤمنون وها هي وبعد سبعة أعوام من رحيلك الى الرفيق الأعلى تردني الرسالة الأولى على لسان تلك المواطنة الصالحة التي رأتك في المنام وأنت تبلغينني التحية وتقولين بالحرف الواحد سلمي على منصور وقولي له ان مقعدي كويس وآمل أن يكون مقعدك في الجنة يا أم الرجال وستكون شقيقتنا التي أوصيت بها محل الاحترام والتقدير . تسعة أيام عصيبة آمل أن نكون قد وفقنا فيها بالتقرب الى الله تعالى وأن نكون قد نلنا رضاك أيتها الوالدة والى جنات الخلد أمي الحبيبة جميلة وباذن الله ستكونين عند الله جميلة .