خلف كل رقم يرتديه النجوم خلف قمصانهم أثناء مسيرتهم الكروية، أسرارهم وحكايتهم الخاصة، فربما يكون مقرونا بذكرى سعيدة ما أو لتطابقه مع الشهر الذي ولد أو تزوج فيه.

وغالبا ما يتمسك اللاعبون بارتداء أرقام معينة لنجوم سابقين، تأثروا بهم، ورسموا طموحاتهم منذ الصغر ليسيروا على نهجهم.

بعض اللاعبين ارتدوا أرقامهم من باب الصدفة، وأصبحت هذه الأرقام مع مضي السنوات، غالية على أصحابها باعتبارها رافقتهم في مشوار التحدي والنجومية والشهرة.

ويستعرض موقع  في هذا التقرير، حكاية 'أسطورة' كرة القدم الأردنية في نادي الوحدات رأفت علي مع الرقم '13'.

رأفت علي والرقم 13



درج في العادات القديمة ظاهرة الخوف غير العقلاني من الرقم '13'، وهناك من أكد أنه مدعاة للتشاؤم والنحس.

وقلما تجد لاعبا بكرة القدم يرضى ارتداء هذا الرقم خلف قميصه، وإذا قبل ذلك، فقد يكون القميص الأخير المتوفر لدى الفريق، واضطر للقبول به.

وحكاية نجم الوحدات والمنتخب الأردني رأفت علي مع الرقم '13' والتي امتدت من '1992-2014' شبيهة لما ذكر سابقًا.

وقال رأفت علي في تصريحات ل: 'أتذكر أني ارتديت الرقم 13 لسبب وحيد، أن اللاعبين كانوا يتهربون من هذا الرقم ويرفضونه، فتساءلت في نفسي، لمَ لا أقبل به؟'.

وأوضح رأفت: 'قبلت بالرقم (13) منذ انطلاق مسيرتي مع الوحدات، وعرفتُ ولله الحمد من خلاله، واعتزلتُ كرة القدم وأنا أرتديه'.

وجه الخير



وأكمل: 'كثيرون هم الذين يؤكدون أن الرقم 13 نذير شؤم ونحس، وما حصل معي أثبت أن هذه الاعتقادات مجرد خرافات قديمة، لا معنى لها'.

وأضاف رأفت الملقب 'بالساحر': 'اللاعب هو من يصنع الرقم، وليس الرقم من يصنع اللاعب، ولو أن ميسي يرتدي الآن رقم (15)، لأصبح هذا الرقم المفضل لدى غالبية اللاعبين والجماهير العاشقة له'.

ورأفت علي الذي يعتبر 'الأسطورة' الأبرز في تاريخ نادي الوحدات، كان بمثابة 'وجه الخير' على جماهير فريقه وطالما سحرها بفنونه الكروية، وأهدافه الجميلة والثمينة.

ومن المفارقات المدهشة بما يخص هذا الرقم، أن رأفت علي احتفى مع الوحدات بلقب الدوري رقم '13' وهو الأخير بمسيرته والذي شهد اعتزاله رسميا كرة القدم.

بين الأمنية والمسؤولية



بعد اعتزال رأفت علي لكرة القدم، طالبت جماهير الوحدات بتجميد الرقم '13'، وعدم منحه لأي لاعب مستقبلا، تقديرا ووفاء لما قدمه 'الساحر' للقلعة الخضراء.

ويفكر اللاعبون الشباب من الموهوبين في نادي الوحدات الحصول على الرقم '13' تأثرا وإعجابا بما قدمه النجم رأفت علي لكرة القدم الأردنية ولجذب انتباه الجماهير ووسائل الإعلام، لكنهم سرعان يتداركوا الأمرلسبب بسيط، إدراكهم لحجم المسؤولية التي ستقع عليهم حال ارتدوا هذا الرقم.

جرأة العوضات

تأثر اللاعب الصاعد بفريق الوحدات أنس العوضات، بالنجم رأفت علي، وأبدى رغبته بارتداء الرقم '13'، وكان له ما أراد.

وتوسمت جماهير الوحدات الخير بالموهبة اللافتة أنس العوضات، بعدما وجدت فيه الإمكانات التي تؤهله للسيرعلى نهج 'بيكاسو' الوحدات.

العوضات، ما يزال يجتهد، لكنه حتى اللحظة لم يثبت أحقيته بهذا الرقم وهو الذي انتقل للجزيرة هذا الموسم على سبيل الإعارة.

وترشح جماهير الوحدات اللاعب الشاب مهند سمرين ليكون خليفة رأفت علي، حيث تعتبر طريقة لعبه ومهاراته شبيهة بالكابتن رأفت.

ولا نشيع سرا هنا، أن رأفت علي نفسه يؤكد أن مهند سمرين يبدو الأقرب ليكون خليفته في الملاعب الأردنية.