الشاهد -
الشاهد-معاذ أبو عنزة
تناقلت وسائل الإعلام من خلال المواقع الإلكترونية الإخبارية ما يدور من أحداث وآراء وتفاعلات حول حدث الموسم التوجيهي, بإيجابياته وسلبياته فكان أبرزها أن طالب الآلاف عبر موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك' بإسقاط وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات من منصبه، بعد غضبة طلابية وتربوية على تأخر إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة التوجيهي، حتى يوم أمس الأحد.
عند الحديث عن ظاهرة التوجيهي فالحديث يطول لأن بداية الطريق التي يشقها الطالب يبدأ من هنا ومن هنا يرسم الطالب مستقبله ويضع حجر الأساس لمشروع عمره, لكن لماذا نعلق أخطأنا على شماعة الغير ؟ لماذا لا يقوم الطالب المخفق بالتصالح مع نفسه أولاً وإكتشاف سبب أو أسباب إخفاقه والعمل على إصلاحها وتصحيحها ليكمل ما فاته ويعود ليسلك الطريق الصحيح في قطار الحياة بدلاً من إلقاء اللوم على غيره من حكومة ممثلة بوزير أو أسئلة أو عملية التصحيح وصولاً إلى الحظ, الذي في مثل هذه الظروف والمواقف, نحن من نصنعه لأن حظك هنا هو إجتهادك, فمن جد وجد.
ليس دفاعاً عن الذنيبات, ولكن ألم يضع قدمه على أول الطريق ليُعيد للتوجيهي هيبته, التي وللأسف فقدها, أم من الأفضل أن تبقى الأسئلة تُسرب وتباع على إشارات المرور, وهل من العدل والمنظر الحضاري أو لدولة لها هيبة أن يجوب المواطنين الشوارع وهم ينادون بأعلى أصواتهم بمكبرات الصوت على الطلبة بالمدارس وعلى الملأ لتلقينهم الأجوبة ببساطة, دون حسيبٍ أو رقيب !! فنحدر التعليم وأركن الطالب على الغش وذهب حق المجتهد وإختلطت المفاهيم وإرتفعت المعدلات مما أدى إلى إرتفاع معدلات قبول الجامعات وأخذ مقعدٍ هو بالأصل حق آخر.
أما بالنسبة للأمر الذي علق عليه الكثيرون أو بالأحرى الأمر الذي إنشغل به الطلبة وهو التأخر الواضح في إعلان نتائج الثانوية العامة كما وصفوه, عند الرجوع إلى الأعوام الماضية يتضح لنا أن إعلان النتائج لم يتأخر بل كان في معدله الطبيعي إن لم يكن قبل, وهل التأخر سبب وجيه ومقنع لإسقاط الوزير ! لكن وبرأيي الخاص أن فكرة إعلان النتائج فجأة نوعاً ما وبيوم دوام رسمي فكرة جيدة ومدروسة تُسجل للوزير وكادر الوزارة, لأن الطلبة بالمدارس والأهل كلٌ منهم بعمله, فكان لإعلان النتائج بهذه الطريقة الدور في الحد والتقليل من مظاهر الفرح السلبية المبالغ بها من إطلاق للأعيرة النارية وخروج مواكب السيارات والتشحيط وتعطيل حركة السير والإزعاج وغير ذللك من ممارسات خاطئة.
لذلك دعونا من الإنتقاد ولننظر إلى الجانب الإيجابي المشرق, بدوري أبارك للطلبة الناجحين, وحظاً أوفر للذين لم يحالفهم الحظ, ولا أنسى أن أبارك للوزير الذنيبات نجاح التوجيهي في عهده من خلال خطوة إعادة الهيبة التي إفتقدناها مؤخراً لمؤسسة عريقة من مؤسسات الدولة