المحامي موسى سمحان الشيخ
قلناها ولا نمل من تكرارها، هي لازمة دائمة ترافق كل عملية تسوية وهمية للصراع العربي الفلسطيني، هي عملية شائنة بالمعنى الدقيق للكلمة، سواء من حيث الجوهر او التوقيت او طبيعة الاطراف المنخرطة في عملية التسوية ذاتها من حيث الجوهر: العدو الاسرائيلي بشقيه اليمين واليسار مع فروقات لا تكاد تذكر يريد فلسطين كل فلسطين هذا رغم ضعفه في ميزان القوى العام، فاسرائيل منذ مدة لم تعد قوية بما فيه الكفاية لتفرض على العرب كل شروطها حزب الله من الشمال، وحماس من الجنوب، والوضع المصري الممزق اليوم لن يبقى حاله، كما ان حالة الفوضى التي تعم العالم العربي اليوم ليست سرمديه، اسرائيل في خطر هي تدرك ذلك كما يدركه حلفاؤها سيما الامريكان ومن هنا جاء كيري، يحمل كل المطالب الاسرائيلية ليقدمها للعرب والفلسطينيين: وليس اقلها تسوية - ان حدثت - بدون قدس وبدون اغوار، بدون عودة، كانتونات وجزر معزولة، او حتي مياه صالحة للشرب وهناك يهودية الدولة، امام دولة وليدة ليس حدودها عام 1967 وفقا للمطلب العربي والفلسطيني، حدودها غطرسة العدو. ما تخشاه اسرائيل حقا ويشاطرها ذلك حليفها الامريكي هو الخوف من انتفاضة ثالثة - هي الان فيل في رحم الشعب الفلسطيني - وقد بدأت بوادرها تشق طريقها وهناك ارهاصات كفاح مسلح بدأت تبرز هنا وهناك، كيري والعدو الاسرائيلي يسعيان الان لفرض تسوية مذلة على العرب والفلسطينيين مستفيدين من الوضع العربي العام سيما ما يحدث في مصر وسوريا بالاضافة لحمام الدم الذي تشهده العراق، اما الفلسطينيون فهم في اغلبيتهم الساحقة في الداخل كما في الشتات في غزة كما الضفة وكما عرب 48، كلهم يرفضون الاستمرار في هذه الاكذوبة، هل نجرب المجرب؟ هل نثق بهم بعد كل ما عملوه في شعبنا وامتنا، دوما هناك خيار اخر.