الدكتور محمد طالب عبيدات
منذ إعتلاء جلالة الملك المعزز سُدّة الحكم كان هاجسه الأول حياة المواطن الكريمة للعيش بكرامة فركّز على احترام إنسانية الانسان وتواجد معه في كل مكان وإنحاز له دوما فكان الى جانب الفقراء والطبقات الفقيرة ودعمها وركّز على دعم الطبقة الوسطى وتوسيعها فحظي بحب الشعب كل الشعب لأنه الانسان والأخ والقائد القريب الذي يحس بالهموم ويعرف الحاجات ويتواضع مع الناس ويكون بينهم ليكون الأب الكبير للأسرة الأردنية الأصيلة الممتدة.
وما توجيهات جلالته للحكومات المتعاقبة دوماً إلا نبراساً صوب المجتمع والدولة العصرية التي أساسها النزاهة والشفافية والمساءلة والمشاركة وخدمة المواطن وتحقيق الكرامة لكل الأردنيين وهذه دعامات وثوابت لرؤى استشرافية مستقبلية لتوجيه الشباب والمجتمع برمته عليه، وهي مؤشرات إلى أننا نتجه صوب المجتمع والتربية المدنية والحياة العصرية المبنية على الاندماج والمؤسسية والوضوح والدستورية والحداثة والمجتمع المدني وحسن المواطنة والوسطية والتسامح والمحافظة على كرامة الانسان ومبادئ تكافؤ الفرص والاستحقاق بجدارة وقيم العدالة والمساواة والديمقراطية ومحاربة الفساد واحترام القانون وحقوق الانسان عبر النزاهة والشفافية وقيم الحقوق والواجبات والتطلع للحوار كقيمة وطنية ايجابية واحترام الآخر، وليشارك الجميع في بناء الوطن النموذج مع المحافظة على ثوابت الوطن في الانتماء للأرض الأردنية الطهور والولاء لمؤسسة العرش الهاشمي والمحافظة على الدستور في اطار يعربي اسلامي عريق، والمحافظة على مفهوم الديمقراطية المسؤولة والمتوازنة مع الأمن الشامل والمؤطرة مع الدستور والميثاق الوطني ووثيقة المشروع النهضوي "الأردن أولاً" ووثيقة "كلنا الأردن".
لقد غدا الأردن في عهد جلالة الملك المعزز متميزاً ومبدعاً ومستوعباً لمستجدات العصر بكفاءة واقتدار، والتميز عند الأردن فطرة وطبع وسجية لا تكلّف وتجمّل، فلقد جعل الملك المعزز من الأردنيين أناس متميزون برسالتهم القائمة على الدعوة للغيرية ونبذ الأنانية، وهم متميزون بقيادتهم الهاشمية فهي زهرة على غصن جذور شجرته ممتدة الى أشرف الجذور، ومن كان عنده ذلك فليفاخرنا. والأردن متميز بشعبه العارف المبدع والمثقف والواع الشعب الذي آوى ونصر وجابر كل من كسر ومؤشرات ذلك جلّ كثيرة في مسألة القضية الفلسطينية والقضايا الأخرى وما قوات حفظ السلام والحملات الانسانية لدول العالم المحروم الا من صنع أيادي جلالته البيضاء.
وما خارطة الطريق التي وضعها جلالته للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي إلّا دليل على استيعابه لمستجدات العصر وتحويل الربيع العربي الى صيف أردني بامتياز نقطف ثماره بدءا من التعديلات الدستورية ومرورا بقانون البلديات والشروع باعداد قانوني الأحزاب والانتخابات النيابية ووصولا الى قوانين الهيئة المستقلة للإنتخابات والمحكمة الدستورية وقوانين الاستثمار وغيرها.
والمتتبع لحالة الأردن في زمن الربيع العربي يلحظ فرادتها وتميزها من حيث حكمة جلالته في السماح بالتعبير السلمي عن الرأي وفق الدستور واعطاء الفرصة للحراك الشعبي لقول كلمته على سبيل الاصلاح لا الفوضى وحرية التعبير المسؤولة لا الحرية على الغارب، ونجح الأردن والحمد لله في ذلك فكانت القيادة والأجهزة الأمنية والشعب في خندق الوطن وتحققت الديمقراطية والأمن في منظومة ثنائية ولا أحلى.
لقد بهر جلالته العالم كلّه بابداعاته وانجازاته لصناعة الحاضر والمستقبل وتماماً كما هو الماضي والتاريخ التليد، لبلد محدود الموارد والامكانات وامكاناتنا جلّها بشرية فوق الأرض، لكنه ارتكز على الاستثمار بالانسان العارف والمبدع كمحور للتنمية الشاملة والمستدامة، ولهذا أثبت الأردن حضوره واستدامته على الخريطة العالمية في المحافل الدولية كافة سواء كانت سياسية كالحضور المبدع لجلالته والأردن في الأمم المتحدة والكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي والقمم العربية والمحافل العربية والدولية كافة أو المنتديات الاقتصادية والاستثمارية في دافوس وغيرها، أو العلوم التربوية والأكاديمية في اليونسكو وغيرها أو الكثير الكثير من الحضور العالمي.