بقلم : عبداللـه محمد القاق
تعيش الاسرة الاردنية هذه الايام بافراح غامرة وذلك بمناسبة عيد جلالة الملك عبدالله الثاني الثاني والخمسين وسط اصلاحات سياسية واقتصادية وتعليمية كبيرة وعرس ديمقراطي افرز مجلس النواب الجديد الذي نأمل ان يكرس اعضاؤه كل جهدهم لمواصلة مسيرة الخير والنماء والتقدم والازدهار للاردن.
في هذا اليوم الاغر نحتفي من اعماق قلوبنا بعيد ميلاد جلالته الذي نذر نفسه وحياته لرفعة الوطن، والنهوض بالمواطنين، عبر سياسة حكيمة ورؤى استشرافية جادة لتحقيق آمال وتطلعات المواطنين نحو حياة ملؤها الثقة لتجسيد الرؤى بطريقة فاقت كل التوقعات، خاصة وان جلالته تسلم الراية من قائد كبير هو الراحل جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه والذي كانت بصماته شاهدة على دور راحلنا العظيم على الساحتين العربية والدولية ودعمه للتضامن العربي والقضية الفلسطينية والتسامح والوسطية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف .
لقد لعب جلالة الملك عبدالله الثاني دورا كبيرا وبكل الفخر والاعتزاز فسطر انجازات كبيرة ضمن مسيرة البذل والعطاء في مختلف المجالات حيث رسم جلالته استراتيجية شاملة لتطوير اقتصادنا الوطني لتحقيق تنمية مستدامة حيث استمر هذا الاقتصاد بالنمو بالرغم من التحديات والظروف الكبيرة التي واجهها الاردن في مجالات عديدة، حيث تمكن هذا الاقتصاد من استيعاب التدفق السنوي المتنامي للايدي العاملة الاردنية، والتخفيف من حدة مشاكل الفقر والبطالة والبيروقراطية، حيث استطاع عبر هذه السياسة جذب الاستثمار وتطوير الصناعات الاردنية وتوفير الاسواق الخارجية لها بفضل العلاقات الطيبة التي يتمتع بها الاردن مع دول العالم.
ان الاردن استطاع بفضل سياسة جلالته ان يشهد نهضة كبيرة في قطاعات التعليم والصحة والثقافة والشباب والسياحة والرياضة والصناعة والتجارة وغيرها واصبح من البلدان التي يشار اليها بالبنان كما اضحى مقصدا لطلاب العلم والمعرفة ووجهة سياحية على مستوى العالم، فضلا عن ان مستوى دخل الفرد قد زاد بصورة ملحوظة وتم احاطة مختلف الانشطة الاقتصادية بحزمة متكاملة من التشريعات التي تنظم العملية الاقتصادية مع الاخذ بعين الاعتبار متطلبات المرحلة وطبيعتها الاقتصادية مع التركيز على الشراكة بين القطاعين الخاص والعام.
وقد كان للشباب نصيب من هذا التطور حيث وصفهم جلالته بانهم فرسان التغيير حيث اقر جلالته تشكيل المجلس الاعلى للشباب، من خلال رسالة ملكية بهذا الخصوص حيث قال جلالة الملك عبدالله الثاني، واما في قطاع الشباب والرياضة فنرغب ان نرى سياسة وطنية تضمن وضع قضايا الشباب على سلم اولوياتنا وتسمح بالاستثمار الخاص في النوادي الرياضية وتهدف الى تشجيع الاحتراف.
وفي هذا اليوم الاغر نذكر جهد جلالته في تطوير الاجهزة الامنية والعسكرية والتي تتسم قواتنا المسلحة بحالة من البسالة والاداء العسكري الرائع والتي اسهمت مع رجال الامن العام والمخابرات العامة في بناء هذا الوطن بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جو من التفاهم والتناغم يسوده التعاون والتكامل للوصول الى اردن اكثر تطورا وازدهارا بحيث ينعم ابناؤه بالامن والامان والسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرف.. عنوانه الانتماء للوطن والامة والولاء والاخلاص للقيادة الهاشمية الملهمة.
وهذا اليوم نسعد فيه ايضا بحياة ديمقراطية يعيشها الاردن بعد الانتخابات الشفافة والنزيهة.. كما تعم بالممارسات الديمقراطية التي اصبحت معيارا حضاريا يقاس به تقدم الامم ورقيها.. ويعتبر بمثابة نتيجة طبيعية للتلاحم بين جلالة الملك والمواطنين لبناء الدولة العصرية دولة المؤسسات والقانون.
والواقع ان جلالة الملك عبدالله الثاني منذ ان تبوأ سدة الحكم حظي بتقدير الاوساط السياسية العربية والدولية لما لجلالته من اعمال جليلة ونشاطات واضحة للعيان اسهمت في دعم التعاون العربي وازالة الخلافات بين الدول الشقيقة للوصول الى استراتيجية تكفل للامة العربية تعاونها وتضامنها لبلوغ اهدافها الوطنية والقومية، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
فهذه الانجازات لجلالته التي نحتفل بها اليوم في عيد ميلاده المديد ستظل سمة بارزة وقلعة صامدة وشامخة نحو تحقيق الاماني القومية، ووقفات عز في التضحية الاردنية من اجل فلسطين وشعبها ومقدساتها وخوض معارك الامة لنصرة الحق والعدل والمساواة، وستبقى كلها ماثلة للجميع لما قامت به الحكومات المتعاقبة بتوجيه من جلالته من اجل نصرة الامة خاصة وان الاردن حمل الهم القومي وعبء المسؤولية بكل امانة وفق سياسة ممنهجة باعتباره مهدا للحضارة ومعبرا للرسالات وبوابة الفتح والنور والهداية للعالم كله.
وفي هذا اليوم الاغر يسعدنا ان نرفع لجلالة قائدنا وباني نهضتنا اسمى ايات التهنئة والتبريك ضارعين الى الله ان يديم على جلالته والاسرة الهاشمية موفور الصحة والعافية ليواصل جلالته مسيرة الخير والعطاء في عيد الامل والانجاز والوفاء والمحبة.. عيد القائد الرائد وعيد الغد الزاهر المفعم بالامل لهذا الوطن العزيز.
لقد اثبت جلالة الملك عبدالله الثاني قدراته الكبيرة في تلمس مشكلات المواطنين والسعي لحلها وقدرته على الاقناع والمحاورة واسماع صوت العقل والوسطية والدفاع عن الاسلام المعتدل واصبح قادة العالم ينشدون رايته ورؤيته لما يتمتع به من مزايا كبيرة وعظيمة. الامر الذي دعا الكثير من زعماء العالم وشعبنا الوفي الى الاشادة بدور جلالته وبقيادته الهاشمية التي تحظى بالحب والتقدير والاحترام بالاضافة الى شرعية الانجاز والعطاء والتلاحم مع الشعب، ومتابعة همومه والسعي لحل كل الاشكالات التي تواجهه بالرغم من الظروف التي تحيط بنا وثورات الربيع العربي، فاكد المواطنون التفافهم نحو قيادتهم الهاشمية باعتبارها كفيلة بالتصدي لكل التحديات والعقبات التي تواجه اردن الخير والنماء.
فجلالته «كما استمعت الى عديد من القادة العرب والاجانب خلال مؤتمرات قمة ودول عدم الانحياز يحظى بتقديرهم الكبير، لانه شعلة من الذكاء السياسي والقدرة الذهنية والفكرية على الاقناع وحل المشكلات العربية انطلاقا من رغبته في تعزيز التضامن العربي ونبذ الخلافات.
لقد شكلت خطوات ومبادرات جلالته طرائق حديثة لاسس ومبادئ صلبة في بناء الانسان العربي والمسلم لما يمتلكه جلالته من الدراية والمعرفة الدقيقة بعوامل تشكيل العقل الغربي وخاطب العالم بلغة العصر.. مؤسسا لاستراتيجيات التواصل مع العالم الغربي ومخترقا الجدار العازل الذي يبنيه الاعداء في تغيير الحقائق عبر تحكمها في الرأي العام العالمي.
والواقع ان هذه المناسبة المجيدة التي تحتفل بها الاسرة الاردنية، تمثل محطة هامة نتوقف عندها في كل عام.. محطة نستلهم فيها ومعها رؤى جلالته السديدة.. ونثمن عاليا جهود جلالته المستمرة على طريق بناء الدولة النموذج والمثل في ترسيخ الحق والعدل والحرية والكرامة.. وتوفير متطلبات التقدم والازدهار والعيش الكريم للانسان الاردني. والدفاع الصادق والجريء عن عقيدة الامة.. وحقوقها وقضاياها.. وفي طليعة ذلك القضية الفلسطينية وحقوق شعبها الكريم باعتبارها القضية المركزية للعرب كافة وللاردن خاصة.
فلجلالته في عيده الميمون خالص المودة والاجلال والعرفان ولجهوده المباركة التي يبذلها في كل مجال كل الدعم من ابنائه الاوفياء الذين يلتفون حول القيادة الهاشمية لتأصيل قيم الانتماء والوفاء لهذا العطاء الهاشمي الكريم.
وكل عام وجلالة الملك المعظم بخير.