د.أحمد الشناق
- كورونا ، هل يعيد نفحة الروح للطين المستبد بأطماعة وحروبة وجشع ماديتة؟
- كورونا ، هل يجعل الإنسان يخجل من أخيه الإنسان وهو يظلمه ويخذله ويسلبه حقه بالحياة ؟ وهل يستعيد الإنسان وعيه وعقله وخُلقه بوقف هذا الفساد في الأرض ، وعلى هذا الكوكب المُسخّر لبني الإنسان ؟
- كورونا لا نراه بأعيننا ، ولكنه فرض على البشرية جمعاء إلتزام البيوت ، وأوقف حركة الكون ببوارجه وطائراته وكل وسائط نقله ، وأغلق الحدود ، ليذكّر البشرية الحائره بأنكم أسرة بشرية واحده بهذا المصاب الجلل ، وليذكّر بأن أصلكم واحد ، آدم وحواء ، وأن الإنسان مكرّم عند خالقه ، وسجدت الملائكة بأمر الله لأبوكم آدم ، تكريماً وتوقيراً وإحتراماً ، فما بال هذه البشرية تتجاوز بظلمها وعدوانها هذا التكريم الإلهي؟ فجاءت المصيبة حقاً لتبلوا البشر أجمعين بالخوف ونقص بالمال والأنفس والثمرات . ليؤكد هذا الفيروس الوحدة البشرية، وإعادتها للأصل الواحد ، أبوكم آدم وأمكم حواء !
- كورونا بشعاره الذي فرضه ، خليك بالبيت ، وكأن السماء تريد التنفس بأكسجين غير ملوث بماديتك أيها الجشع الإنساني؟ والبيئة تريد التخلص من فضلات مدينتك الملوثة الزائفة ؟ والمناخ يريد إستعادة عافية طبقة أوزونه من أدخنة مصانعك الشائنه ، وهذه الشركات العابثة بإستمرار حياة بشرية على هذا الكوكب ...
- كورونا ، يمنع التجمعات والتلاقي ، وحتى الصلوات في دور العبادة لله ، وحتى بيوت العلم ، وتخطاها إلى تجمع الفرح والحزن ، فهل من مراجعة حقاً لبني الإنسان بعلاقة الإنسان بأخية الإنسان ؟ علاقة تعارف لا تضاد ، علاقة تعارف حضارات لا صراع الحضارات !
- كورونا يذكّر الأغنياء بالفقراء ، دول وأفراد ، وهو يتنقل على كوكبنا ، ولا يعرف الحدود بين أرض وأرض ، أو شعب وشعب ، وغني أو فقير ، فهل يكون درساً ليعيد البشرية الحائرة إلى أشواق الروح نحو عالم الروح ، بعد تعسف الطين وفجور ماديته البشعة ، وفساده بالأرض وسفك الدماء ، لينهي كورونا بصرخته ، حضارة مهزومة بحروب الطمع والنهب والسلب ، نحو بناء حضارة التعارف والتعاون ، لخدمة بني الإنسان وسعادة البشرية بمعيار واحد ، نعم معيار واحد ، أيكم أحسن عملا ، تلك حضارة الحُسن ، وهزيمة القُبح وحضارة القُبح بأعمالها التي أفسدت الأرض ، وأرهقت الإنسان وأثقلت أحماله بأسرته البشرية الواحدة ، ولتكون هزيمةإلى غير رجعة بهذه الصرخة التي يطلقها كورونا إلى هذه البشرية الحائرة ، والتي لا زالت تقف على حدود المستقبل المجهول بالشر وأعوانه !
#كورونا #بشرية_حائرة
#حضارة_إنسانية
#أحمد_الشناق