كتب البدوي الملثم

مع اطلالة القمر 13)، على ضفاف »الشاهد«، يمتشق القلم صهووة النضال، وينسحب القلم، عشقا ل »الشاهد« وحدها .. لينبري القلب نبضا، وبحرا من الشقاء .. باسم الحرية والانعتاق، ليشرق »صخرها« فوق ناصية مجدها .. شامخا ما هزته العواصف، وما نالت منه ومنها المؤامرات، حتى في الوقت الذي تعرضت فيه لمختلف صنوف العذاب والعقاب، بدءا من الاعتقال، ومرورا بالمصادرة والتعطيل ومنع الطباعة، وليس انتهاء بالمرمطة والجرجرة في المخافر والمحاكم لسنوات طوال.

»الشاهد« التي شبت عن الطوق، وهي صبية بهية مفعمة بالشباب والحيوية، وضالعة في الحكمة والخبرة .. تختال اردنية ابية، فوق سجادة واسعة من نسيج المهنية والموضوعية والمصداقية، بدقة الاحتراف وامانة المسؤولية، وشجاعة الموقف، ومهنية التأشير على مواطن الخلل في كافة المفاصل، بغية الاصلاح .. بعيدا عن دونيات البطلجة والابتزاز، او الانزلاق نحو الشخصنة والتجريح.

»الشاهد« و»الشاهد« عليّ الله انها »اردنية« .. لم تغادر دائرة مبادئها، وما تنكرت لسمو رسالتها، وبقيت متشبثة بسمو رسالتها، وهي تعانق آمال الفقراء، واحلام المستورين .. ترفع راية العناد الوطني في وجه الوزراء والمسؤولين، وتعلن حربها ورسالتها في ملاحقة اوكار الفساد ورموز الاستبداد .. ومهما غلا الثمن!

»الشاهد« كانت ولا تزال ملاذا للمقالات »الممنوعة« والكتابات »المقموعة« في الصحف الاخرى ذلك كله، قبل ان يبدأ عهد الفضائيات، او عصر »التويتر« و»الفيس بوك« .. والمواقع الالكترونية .. فكانت ولا تزال تشكيلة قلمية، وتعددية فكرية وسياسية، ومشاركة نخبوية وشعبية، لتكون قاسما مشتركا ومنبرا يحفل بالحرية، عندما تتعانق فوق نصاع صفحاتها حروف شاعر الدولة والوطن »حيدر محمود«، واردنية »عبدالله ابو رمان« وسقوف مرتفعة من مقالات »زياد ابو غنيمة« ورصاصات قلم الجرأة في شموخ »اسامة الراميني« ولن ننسى نضال »سيدة الشاهد« المقيمة الدائمة في اروقة المحاكم .. الفاضلة »نظيرة السيد«!.

»القمر 13« ونقصد »الشاهد« القادمة من خضرة الوطن، ومن صميم ربيعه، وهي تتعطر بانفاس ازهاره، وتتكحل بندى صباحاته، وتتزين بجمال لوحاته .. لنتذكر صوت الانتماء في حديث »صاحب الشاهد«، عندما اغلقت في زمن عرفي بائد، وقد ورده اتصال هاتفي من سفارات اجنبية وجهات خارجية معنية بحقوق الانسان، بغرض الانتصار ضد قرار اردني باغلاق الشاهد .. فكان رده النابع من الكبرياء الوطني عندما قال: »والله لو تدوس سلطاتنا الاردنية في حلوقنا، لن نستقوي بكم، او نستعين بكم لتحصيل حقوقنا وحرياتنا«.

»الشاهد« .. هي الحريصة على خطوط حمراء، وهي في عرفها »دالات ثلاث« .. ممنوع الاقتراب منها، في اي شكل من الاشكال »دين« و»ديوان« و»دائرة« بمعنى الاديان ومؤسسة العرش والجيش العربي وما تبقى فهو عرضة للنقد وليس هو منزها عن الانتقاد!

»الشاهد« .. مجد وورد .. شقاء وتعب .. محاكم ومخافر .. وجلب وتوقيف .. ولكن باسم الحرية! وصباح الخير على »الشاهد« ناشرها وحراس مسيرتها في اي موقع كانوا وللزمن القادم جهد الساعين اليه بامانة!