فارس الحباشنة
استكمالا لحديث متواتر لزملاء عن الحرب على الاعلام . فلماذا دائما يستسهلون الهجوم على الاعلام؟ حاولت أن لا اكتب عن هذا الموضوع، وخصوصا أن ثمة تمايزا بين الاعلام، فليس الاعلام السائد في البلاد واحد ومرجعيته واحدة، ولكن ثمة مزاج لنخبة بائدة تخرج بين حين وآخر يضربون شتما بالاعلام.
الاعلام لا يمكن وضعه كاملا في سلة شمولية. ومن المستحيل وصف الاعلام كله في نفس الاوصاف مهني وموضوعي وصادق /كاذب، ومتميز وغيرها، ولا يمكن تصوير كل الاعلاميين شياطين او ملائكة، ولكن هناك غرض ما خفي في كل هجوم على الاعلام يتربص للسيطرة عليه أو احتوائه، والقبض على التعددية والاختلاف والتنوع.
هناك من ينصبون انفسهم اوصياء على الشأن العام. ولا تعرف من نصبهم، وحملهم المسؤولية، واصدر لهم وثائق امر بالمعروف والنهي عن المنكر، واصدار صكوك وسندات بوطنية «فلان وعلان «. يستغلون منصات السوشيال ميديا ليقدحوا بكلام اشبه بالثرثرة والسفسطة، وقلة ثقافة ووعي سياسي، وادراك للشأن العام في توصيف ما يجري في البلاد وما يقع على العباد.
من منجز أي دولة ديمقراطية، ولو نصف وربع ديمقراطية إعلام حر. ولا احد يقدر على تشويه وتشهيم الاعلام، ومن تضيق صدورهم من اي نقد اعلامي، ولو بوست على الفيس بوك أو تغريدة على التويتر، وخبر ومقال صحفي يدبون بلعن الاعلام وشطينته.
حصار الاعلام، يعني قتل الرأي العام وتمويت السياسة. الاعلام سلطة رابعة، والفكرة افتراضية، ولكن هناك من يمارس ترهيبا وتخويفا حتى لا تكون مجرد افتراض ولا خيال ولا حلم من الاحلام.
حصار الاعلام. يعني 'كوبي بيست'. ويعني صناعة اصنام من ورق وابطال لتغريدات على التويتر يمنع المساس بهم او الاقتراب منهم.
الاعلام ليس معنيا في الدخول في معارك للدفاع عن المهنة. ولكن ثمة ضرورة واجبة بقول اسكتوا ولا تهرفوا بما لا تعرفوا بناقدي الاعلام، اوخرجوا من عباءة العارف بالمصلحة العليا وحارسها الامين . لربما أن الاعلام أكثر ما يعاني في الاردن، ويواجه تحديات ومحنا كبرى ما بين المهني والمؤسساتي والظرفي الاقتصادي والمعيشي.
الكلام في هذا الغمار لن ينتهي، والحرب على الاعلام ليست جديدة.