الشاهد -
لم تبلغهم عن احوال الطقس والعاصفة الثلجية حتى لا يلغوا حجوزاتهم
الشاهد - عبدالله القاق
الثلوج التي كست كل مناطق الاردن عزلت الكثير من المناطق وانقطعت الكهرباء والماء عن مناطق متعددة مما اثبت عجز السلطات المسؤولة عن القيام بدورها لمواحهة العاصفة الثلجية التي لم تشهد لال المملكة الاردنية مثيلا من قبل . لقد قام جلالة الملك عبدالله الثاني بدور كبير من اجل الاطمئنان على احوال المواطنين في مناطق عجلون والتي وصل ارتفاع الثلوج فيها حوالي المترين مما ادى الى تعطيل سيارة جلالته امام المواطنين لتراكم الثلوج حيث قام المواطنون بدفعها الى بر الامان فيما قام جلالته بزيارة العديد من المناطق في العاصمة واوعز بتقديم المساعدات للمواطنين . والواقع انه عندما توجهنا من فندق الماريوت في الكويت في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الجمعة بعد انتهاء قمة مجلس التعاون الخليجي متو جهين الى عمان حيث اخذنا مندوب وزارة الاعلام من فندق الماريوت الى قاعة التشريفات الاميرية في المطار حيث كبار الزوار... حيث ودعنا بكل حفاوة وتكريم بالغين حيث كان ينتظرنا مندوب اخر في قاعة التشريفات انا وزميلي الدكتور زهير الطاهات الاستاذ في جامعة البتراء للاعلام واحد ممثلي وكالة الانباء الاردنية الذي قام بتغطية اعمال قمة التعاون الخليجي وقد انجز لنا المرافق من وزارة الاعلام الكويتية تأمين حقائبنا وختم جوازات سفرنا وتناولنا الشاي والقهوة في القاعة الكبرى الى ان توجهنا الى الطائرة الملكية التي تأخرت ساعة عن موعد اقلاعها لتأخرها في عمان ثم استقلينا الدرجة الاولى في الطائرة وكانت المضيفات تتحدث لنا عن الثلوج في عمان . وقالت لنا انا لا اخيفكم لكنني اود تحذيركم. ولما حاولت عدم تناول العشاء على الطائرة قالت لي انت على الدرجة الاولى انصحك بالعشاء لانك قد تتأخر في المطار فرديت عليها وطلبت اكلا لاقاوم التأخير في المطار اذا ما تم. كما تناولت الحلوى المخصصة لركاب الدرجة الاولى . وما ان وصلنا الى المطار حيث هبطت الطائرة بسلام وكنا مع مجموعة من الاجانب - الانكليز والهنود والصين واميركان واخوة من الكويت رجلان وسيدتان يحملان الاموال بغية توزيعها على المحتاجين في مخيم الزعتري . وما ان وصلنا الى مطار عمان وكانت الساعة التاسعة والنصف وغادرنا قاعة الجمارك الى مدخل المطار حتى وجدنا المئات من المواطنين وغيرهم ينتظرون التوجه الى عمان غير ان جهودهم باءت بالفشل ولدى اتصالنا كصحفيين بالدفاع المدني قيل لنا ان هناك 350سيارة عالقة بالشارع الرئيسي على طريق المطار ولا طريق مفتوحة وكنا نستمع الى حوادث كثيرة في عمان اصطدامات ومحاولات ابتزاز الناس فقد طلب منا سائق سيارة مبلغ مائة دينار لكل مني ومن الزميل الطاهات لايصالنا فقط الى الدوار السابع على ا ن ندفع المائتي دينار مقدما واشترط علينا انه في حال وجدت العراقيل امامه ان ينزلنا بالشارع العام ونتعهد له بان لا نطالبه بالمبلغ وكان ذلك على مسمع من احد ضباط الشرطة الذي قال له: انك يا اخ تبتز الناس فرد عليه السائق انا لا اجبرهم يا حضرة العقيد لكني انا اغامر في ذلك.. وهنا وردت معلومة الى ضباط المطار بان هناك سائقين يتوقفون على جانب الشارع ويستغلون المواطنين وقال لا انصحكم بالسفر معه الان وامضينا وقتا حتى منتصف الليل في المطار واتصلنا بفندق الملكة عالية لكي نمضي بقية ليلتنا فيه غير ان مدير الفندق اجابنا نحن من الساعة السادسة امتلأت ردهات الفندق بالقادمين ولدينا اكثر من مائتي شخص من الاطفال والسيدات يفترشون الصالونات ولا نستوعب احدا فجلسنا في قاعة صغيرة بالستاربوكس نشرب الشاي والقهوة والشيكولاته لنتسلى بها خلال تواجدنا وقد صادف ان وصلت طائرة الملكية من قطر والتقينا الزميل الرياضي محمد جميل قدري الذي اخذ يحدثنا عن الرياضة. وكان ابتزاز الجميع للقادمين سيد الموقف , استغرب كما استغرب غيري اننا لم نجد مسؤولا من الوزراء او مدير المطار لكي يسأل عن الناس او يطلب السيارات الخاصة بالمطار لنقل المسافرين من باحة المطار . للاسف كانت ممرات مكان -التواليت -للرجال مزدحمة بالمسافرين ومدخل تواليت -السيدات- كان مليئا بالنسوة القادمات من مناطق عدة واللواتي كن يلبسن اجمل الملابس للقاء ذويهم وافترشن مدخل التواليت مع اولادهن .اما نحن فقد حجزنا مكانا في الستاربكس على امل ا ن نشرب بشكل متتال القهوة والشاي وغير ذلك بعد احتلالنا لمكانه . يبدو ان المسؤولين في المطار ادركوا مدى الاستغلال فقامت ادارة المطار في التوزيع على المئات من المتواجدين قطعتي سندويش بالاضافة الى قطعة حلوى وامضينا ليلة بالمطار تأكد لنا ان لا احتياطات اتخذت من الملكية تحاه المسافرين على متنها فيما ابدت شركات اجنبية استعدادها لاخذ مسافريها على فنادق قريبة . صحيح ان موجة الثلج لم تشهد لها البلد مثيلا منذ عشرين عاما لكن الاستعدادات لمواجهة هذه الازمة لم تكن على قدر المسؤولية .أنها مأساة لم تستطع الحكومة او الدفاع المدني تجاوزها ازاء القادمين من دول عديدة من اوروبا وافريقيا والصين وغيرها... انهم كانوا يتندرون لعدم اصطفاف كل الاجهزة الحكومية مع قواتنا الباسلة لفتح الطرقات وتوفير السيارات لنقل المواطنين من المطار الى اقرب الفنادق مع استعداد القادمين للدفع بدلا من هذه -البهدلات _التي شهدها المواطنون والاجانب في احد وجوه الاردن الباسمة وهو مطار الملكة علياء الذي كلف الوطن 750 مليون دينار اردني . اعتقد ان الاجهزة الحكومية سقطت في امتحان الثلوج الكثيفة وقد شاء القدر ان استطاعت عقيلة ابني ان تحضر في صباح اليوم التالي الى المطار وان تـأخذني الى الاندلسية لارتاح بعض الوقت قبل ان استأنف مسيرتي باليوم التالي الى منزلي . انها مأساة واجهها الكثيرون امام عدم الاهتمام من القائمين على المطار في ليلة ثلجية ولمواجهة كارثة الثلوج التي لم تستعد لها الحكومة اطلاقا في حين ان الملكية كان بامكانها ابلاغ الركاب بخطورة الاحوال الجوية لالغاء حجوزاتهم او تاجيلها ولكنها لم تبلغ اي شئ عن الاجواء في الاردن حتى لا تخسر الركاب القادمين . مطلوب اهتمام اكثر بالمسافرين والقادمين عبر المطار لانه احد وجوه الاردن الجميلة ولا نريد مثل هذا التشويه لصورة لاردن الجميلة في العالم.