نبيل شقير

بعيدا عن النوايا الطيبة ومقاصد البعض في البحث عن الحرية المنشودة، لا بد من الاقرار بأن اسرائيل انتصرت في معركة الربيع العربي، فما لم تستطع تحقيقه بالحرب انجزته مع واشنطن وعواصم الغرب سواء بالمشاركة او الاتفاق، بالتخطيط او بالصدفة، بالقصدية او بالاستغلال للهبات الشعبية، فقطع الدومينو العربية تساقطت رغما عن انفنا لاننا تصورنا اننا احرار نستطيع انجاز الاصلاح بانفسنا دون معاونة صديق، وقد كان الاخوان حصان طروادة لهدم الانظمة العربية والدول ايضا، واذا مددت الخط الى نهايته ستجد على الطرفين (اسرائيليين واخوان) رغم انفصام التنظيم الدولي بين علنية الهجوم على الصهاينة والجلوس معهم لترتيب الوضع في المنطقة والحفاظ على أمن اسرائيل! اسقاط الدول فن امريكي وتاريخ معروف في الدوائر الامريكية والبدائل الجاهزة تعد قبل فترات التغيير التي تستفيد من الانتحار السياسي لديكتاتور او مستبد، فتقفز القوى المستعدة بالفطرة لتصبح عبدة لواشنطن املا في استدامة السلطة وتركيع الدول، ولا يمكن في المنطقة تكريس انظمة جديدة او ابتداع قوى سياسية او خلق نخبة حكم جديدة دونما حضور لاسرائيل بصورة او باخرى. ومؤخرا كتب داني دانون، نائب وزير الدفاع الاسرائيلي مقالا في موقع (فورين بوليسي) اكد فيه ان اسرائيل استفادت كثيرا من حالة عدم الاستقرار التي اصابت الشرق الاوسط، وانكل الاحداث التي وقعت في الشهور الاخيرة صبت في النهاية في مصلحة اسرائيل، فمنذ عامين الكلام ل (دانون) كان كثيرون في العالم يعتقدون ان الشرق الاوسط مقبل على فجر جديد تسوده الديمقراطية والحرية، لكن من الواضح تماما ان هذه الامال تبددت اليوم، وانتهت على اصوات الطائرات الحربية ورائحة الغازات السامة ومذاق التطرف الديني الذي ضرب المنطقة. ويكمل دانون في الكلمات التي تعطي دلالات على وجهة النظر الاسرائيلية: لكن رغم هذا الوضع الصعب، يعتقد الاسرائيليون انه رغم كل هذه المشكلات التي ضربت المنطقة، فان من خرج فائزا في النهاية هو اسرائيل، فالدولة العبرية اليوم اقوى استراتيجيا من اي وقت مضى ومما كانت عليه قبل بدء كل هذه الاضطرابات في المنطقة، الاسرائيليون مرتاحون لما يحدث كما يقول المسؤول الاسرائيلي، فمصر منغمسة في صراع مع الارهاب، وحزب الله منشغل في سوريا بمحاربة الارهاب، مما يشتت قدراته في تهديد مصالح اسرائيل، ودول عربية كبيرة تماشت مصالحها مع المصلحة الاسرائيلية في العداء للتقارب الامريكي الايراني بعد اتفاق جنيف. ويختم دانون مقاله: وبالتالي فان كل ما يحدث في المشهد حولنا يؤكد ان مواطني اسرائيل يستطيعون النوم ليلا وهم مرتاحو البال، غير انه يحذر من ان هذا الاطمئنان قد يكون بشكل مؤقت، فالتغييرات التي تحدث في المنطقة سريعة جدا وغير متوقعة! كلمة اخيرة: انه ربيع اسرائيلي لان اللئام يسرقون الثورات بسبب مراهقة الاغبياء وسذاجتهم!