بقلم نظيرة السيد

كثيرا ما يصادف المرء في حياته مواقف غريبة من اناس كان يعتقد انهم خلاف ما يراه وما عرفه عنهم، هؤلاء الاشخاص مختبئون وراء مواقع او مهن ربما جعلوها غطاء لاخفاء ممارساتهم الشاذة والغريبة، ونحن كصحفيين واجهتنا الكثير من القضايا المماثلة وكلها كانت تحمل الجانب الشخصي وكنا رغم حساسية الامر والقضية نمر عليها مرور الكرام ونقرأوها للعلم فقط ونحيد عنها لانها لا تعنينا لا من قريب او بعيد ونعرف تماما ان من اراد ايصالها الينا اعتقد انه عن طريقنا يحقق غاية ما، لاسباب ربما يعرفها هو ولا تعنينا، وغالبا وفي كثير من الاحيان يحدث ان ننبه صاحب القضية لما يحاك له في الخفاء حتى يقيم سلوكه وان لم يكن فلينأ بتصرفاته وممارساته »الخاصة« عن اعين المتربصين والحاقدين عليه ويمارس حريته بما تملي عليه مبادؤه واخلاقه لكن شريطة ان لا تتعدى حريته الاخرين ويؤثر على سمعة شريحة كبيرة جمعتهم الاقدار معه في نفس المهنة ويقاس كل ما يصدر عنه من ممارسات على الجميع ويؤخذون بجرائره وحماقاته ويشار لهم بالبنان ويندرج كل ما يصدر عنه على غيره وينعتهم من يشاهد ممارساته »على اعتبار انه جزء منهم« باقسى العبارات والالفاظ، هذه الحالة التي سقتها في البداية تندرج علينا نحن الصحفيين لان تصرفات احدنا ومهما كانت شخصية يحاسب عليها كصحفي ويشار اليه بالبنان وهو ماض في غيه واستعراضه غير مهتم لما يقال عنه وما ينعت به من صفات، بل على العكس عندما يناقشه البعض ويطلبون منه الكف عن هذه الممارسات وخصوصا اثناء ادائه لعمله او وجوده بين الناس، يرغي ويزبد ويلصق ما به بغيره ويصر على التباهي والاستعراض على مرأى من الجميع ومن هم مضطرون للتعامل معه على انه صحفي يخشون قلمه الذي يكتب به منتقدا كثيرين »وربما يكون على حق« وينسى نفسه انه يجب ان يكون قدوة حتى يحترمه الطرف المقابل ويتقبل نقده ونصائحه ويأخذها على محمل الجد، لانها جاءت من انسان عاقل متزن يحسب لسمعته الف حساب ويحرص عليها، لان من يتعامل مع الناس ويعتبر نفسه مقّيما لتصرفاتهم يجب ان يكون قدوة امامهم ويجعلهم يحترمونه ويقدرونه لا ان يخافون من سموم قلمه التي يبثها هنا وهناك ناسيا او متناسيا تصرفاته غير المتزنة وهو يتهادى يمينا وشمالا لا يعرف على اي ارض يقف وحالما يصحو لنفسه يبدأ بمسلسل الوعظ والارشاد وتقييم الاخرين على اعتبار انه الصحفي »الجهبذ« الذي يكتب بكل حماس وانفعال عبارات مقنعة بلغة جميلة »لا يمكن القول عنها غير ذلك« ولكنها كانت ستكون اجمل لو ان صاحبها بدأ بتقييم نفسه قبل الاخرين وحاول الكف عن تصرفاته غير المتزنة او مداراتها وهذا ابسط الحلول لان اخفاء البلاء يمكن ان يكون علاجا في بعض الاحيان عملا بالقول إذا بليتم فاستتروا