المحامي موسى سمحان الشيخ

لا احمل ضغينة للوقت، فالزمن يمضي على اي حال، تكمن المأساة في ان الوقت في دنيا العرب لا يتمتع باي قيمة، يبدو الامر وكأننا نحيا خارج الزمن، الوقت المستقطع لدينا اكثر اضعافا مضاعفة من الوقت المعمول به وهذا واضح تماما من خلال تعاملنا في الوظيفة العامة وفي القطاع الخاص وان بشكل اقل، الموظف العام الامر لديه في منتهي العادية سواء بالنسبة لحضوره او انصرافه، الاسوأ انتاجيته المتخلفة، فهو لا يعمل بشكل نشط او دؤوب، وفي حال عمله يعمل من باب رفع العتب، او طمعا في الترقية، او خوفا من المسؤول هذا ان لم يكن المسؤول من طرازه ومن نفس فصيلته التي تهدر الوقت وتستخف به اخر احصائية في اليابان تقول بان نسبة تأخر القطارات وحافلات تحت الارض على مدار العام لم تتجاوز سبعة ثوان، هل يصدق العقل هذا؟؟ بمثل هذا النظام المحترم والدقيق تستطيع الشعوب الحية - كما في امريكا واوروبا - ان تتقدم الصفوف، العرب من حيث الاستعداد العقلي والمقدرة علي التقدم لا يقلون شأنا عن اي شعب من الشعوب الراقية، ولكن انعدام الاحساس بالزمن، وقذارة الروتين، وتأخر المسؤولين او جهلهم باتباع نظام الفزعة يجعل الامور سائبة تماما، انظر ماذا يحدث في جامعاتنا من مشاجرات وطوش فهل لو كان وقت الشباب مليئا ومنتظما، هل كان سيحدث مثل هذا العنف الطائش والذي يعود بنا الى الوراء مئات السنين، قالت العرب يوما الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك، وها نحن كأمة نعود الى الوراء كوننا لا نستغل وقتنا ونضيعه في المساخر، قد يقول قائل وهل نعلق مصائب التأخر العربي - وما اكثرها - على مشجب الوقت .. نعم ضياع الوقت مصيبة كبرى