بقلم : عبدالله محمد القاق
اللقاءات المغربية - الاميركية بين الرئيس اوباما وجلالة الملك محمد السادس لقيت نتائجها ارنياحا ملموسا عبر الأوساط السياسية والإعلامية في المغرب واعتبرت الحكومة المغربية أن هذه المواقف التي أعلن عنها البيت الأبيض أثناء زيارة قام بها الملك محمد السادس لواشنطن تمثل تجسيدا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.وشكل الموقف الأميركي من الصحراء الغربية وتأييده الواضح لمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب لتسوية الملف أهم مكسب للرباط أثناء زيارة الملك محمد السادس لواشنطن. وكانت الإدارة الأميركية وصفت المقترح المغربي بأنه حل جدي وواقعي وذو مصداقية، ويمثل "مقاربة ممكنة من شأنها تلبية تطلعات سكان الصحراء لتدبير شؤونهم في إطار من السلم والكرامة".ويأتي هذا التطور بعد غموض في الموقف الأميركي -بالنسبة للمغرب- إثر مقترح قدمته إدارة أوباما لمجلس الأمن في أبريل/نيسان الماضي يدعو لتوسيع مهمة بعثة الأمم المتحدة المعنية بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وقد رفض المغرب حينها هذا المقترح، قبل أن "تتخلى" عنه الولايات المتحدة في وقت لاحق.
والواقع ان العلاقات المغربية الجزائرية ما زالت تراوح مكانها دون حل فما ان تهب نسمة انفراج حتى تطل رياح تبدد امالا بان الانفراج سيطول، والى ان تستقر العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين ، سينصب الاهتمام حول التفاصيل الصغيرة التي تدور، دون ان يكون هدفها دائما الانحراف عن القضايا الاساسية، اذ في بعض الاحيان تكون التفاصيل الصغيرة المستفزة آتية من جهل او مزايدة من هنا او هناك.
رسميا اتت النسائم في برقية تهنئة بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة حلول السنة الهجرية الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وفي المعانقة بين وزيري خارجية المغرب صلاح الدين مزوار والجزائر رمطان لعمامرة في باماكو على هامش اجتماعات لدول الساحل والصحراء وبانتظار ما سيقوله العاهل المغربي مؤخرا في خطاب بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المرتبطة مباشرة بالنزاع تبقى كل الاحتمالات واردة حول العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
والتقط المحللون والمتابعون للعلاقات بين الرباط والجزائر البرقية والمعانقة ليبثوا املا بجديد ستعرفه هذه العلاقات بعد توتر مستحدث سببه بث قناة تلفزيونية جزائرية خاصة تقريرا عن مرض العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي كان بزيارة خاصة لابو ظبي وما جاء في خطاب للرئيس بوتفليقة القي في ندوة نظمت بالعاصمة النيجيرية ابوجا من تركيز على انتهاكات مغربية لحقوق الانسان بالصحراء ودعوة الامم المتحدة لتوسيع صلاحيات قواتها المنتشرة هناك لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها لمجلس الامن.
الجزائر لم تقتنع بالقراءة المغربية لاجواء التوتر التي خلقها المغرب الرسمي ولا لحادثة انزال العلم وطالبت باعتذر رسمي بدل التوضيح وذكرت بعدم ارسال العاهل المغربي برقية تهنئة للرئيس بوتفليقة بمناسبة العيد الوطني الجزائري في الفاتح من نوفمبر. وصعدت من الحملة غير الرسمية على المغرب اعلاميا وشعبيا، وبالمقابل لم يهدأ الاعلام المغربي. . الامل كبير في ان تنجح الجهود العربية والدولية في اعادة اللحمة بين المغرب والجزائر وان تحل الخلافات القائمة بين البلدين بشكل سلمي بعيدا عن اي تدخل خارجي تمهيدا لاعادة العلاقات المغربية الجزائرية الى سابق عهدها !! abdqaq@orange. jo