بقلم : عبدالله محمد القاق
في الوقت الذي يواصل فيه المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي اتصالاته وجولاته المكوكيةفي دمشق ودول عربية واجنبية اخرى للتحضير لمؤتمر جنيف_ 2_ لحل الازمة السورية ووقف سفك الدماء بين النظام السوري والمعارضة والحيلولة دون قوع كارثة انسانية بمناسبة حلول فصل الشتاء تدرس الهيئة السياسية في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، اقتراحا تقدم به "المجلس الوطني" السوري، يطالب فيه وزراء خارجية الدول العربية بإعفاء المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، من منصبه، على خلفية "استياء عام من تصريحاته ومواقفه". وتزامن الكشف عن هذا الاقتراح مع وصول الإبراهيمي إلى دمشق، الاثنين الماضي ، للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في إطار جولته الإقليمية تحضيرا للمؤتمر " العتيد "
لقد اعرب رئيس الائتلاف السوري المعارض عن اعتقاده أن الازمة السورية "يمكن أن تناقش بشكل موسع لان "مشكلتنا كما يقول رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة ليست مع الإبراهيمي فحسب، رغم حالة الاستياء من مواقفه، بل مع مؤتمر (جنيف 2) الذي يرفضه (الائتلاف) و(المجلس الوطني) وسائر قوى الثورة السورية، إذا لم يؤد إلى استبعاد الأسد من سوريا المستقبل".
لقد تضاعفت مواقف الانتقاد للإبراهيمي، على خلفية تصريحاته الأخيرة في طهران، حيث رأى أن إيران "يجب أن تدعى لحضور (جنيف 2)"، عادا هذه المشاركة "طبيعية وضرورية ومثمرة أيضا"، آملا أن توجه إليها هذه الدعوة.
ومواقف الإبراهيمي هذه "لم تغضب المعارضة فحسب، بل إن أبرز الدول العربية الداعمة للشعب السوري، إضافة إلى تركيا، أظهرت فتورا واضحا تجاه استقباله والتعامل معه، بعدما ظهر كما تقول المعارضة أنه وسيط دولي وعربي غير حيادي وغير نزيه بالتعاطي باستقلالية مع الملف". وأضاف: " وترفض المعارضة مشاركة ايران ، إذ ينظر السوريون إلى إيران بصفتها مشاركة في عملية القتل التي يتعرضون لها، وباعتبارها طرفا رئيسا في الصراع إلى جانب النظام".
ويتخطى الموقف من الإبراهيمي إطار المجلس الوطني السوري، إذ تدعو أقطاب أخرى إلى إعفائه من مهامه. وقال عضو الائتلاف كمال اللبواني لـ"الشرق الأوسط" إن "إعفاءه من منصبه ضروري، لأنه جزء من النظام مضيفا: "إننا منزعجون جدا منه ونطالب بإقالته". . وتعود الزيارة الأخيرة للإبراهيمي إلى سوريا إلى ديسمبر (كانون الأول) 2012، ووجهت دمشق والإعلام السوري إليه من بعدها انتقادات لاذعة. والواقع ان الابراهيمي يلعب دورا حياديا ورئيسا ويرى كغيره من السياسيين العرب والاجانب ان لاحل عسكريا لللازمة السورية سوى التفاوض او المزيد من القتل وهدم المنازل والتشريد الى دول الجوار فالحل هو في الدخول في مفاوضات جادة مع النظام السوري خاصة بعد اعادة سيطرته مؤخرا على منطقة استراتيجية - السفيرة- في حلب التي تعتبر موقعا استراتيجيا له وتكبد الطرفان خسائر كبيرة بينما تم تهجير المواطنين السوريين
ان مؤتمر جنيف الذي سيعقد بعد اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي عقد بالقاهرة هذا الاسبوع خطوة نحو تحقيق الامن والامان في سورية اذا ما خلصت النوايا وان وضع الشروط التعجيزية من اي طرف من الاطراف امام المؤتمر لن يحقق الامل المرجو في وقف سفك الدماء لان مؤتمرات اصدقاء سورية لم تقم بواجبها بدعم اللاجئين السوريين حتى الان بشكل ايجابي وملموس خاصة بعد الخلافات التي تشهدها المعارضة في المرحلة الراهنة وتخوف الدول الكبرى من سيطرة جبهة النصرة والقاعدة على مقاليد الحكم في سورية بالمرحلة المقبلة !
abdqaq@orange .jo