علي القيسي

ربما يستغرب كثيرون هذا العنوان المدهش والمثير للجدل والمتعلق بالنواحي الاجتماعية ومنها الزواج حيث جرت العادة بين الناس في المجتمع الاردني ان يختار الاهل العروس لابنهم الشاب وذلك عن طريق النساء والمعارف، وعادة ما تكون ام الشاب او اخته او خالته او احدى قريباته وهذا يسمى بالزواج النمطي او التقليدي والذي كان شائعا في الماضي وما زال حتى ايامنا هذه اي ان يختار الشاب عروسته عن طريق الاهل دون علاقات مسبقة او معرفة ولا جلسات محظورة وهذا حسب الشرع يعتبر جائزا، فالعلاقات الاجتماعية بالنسبة للزواج كانت تقوم على سمعة الفتاة وسمعة اهلها ثم يتقدم العريس مع اهله لطلب يدها، وذلك بعيدا عن الزواج الذي نراه في ايامنا هذه ربما البعض يستغرب هذه الافكار التي يتحدث بها بعض الناس عن الزواج التقليدي في ظل القرن الحادي والعشرين وربما يتهم البعض بالرجعية والتخلف نتيجة هذا السلوك في اختيار العروس ولكن الحقيقة التي يعيشها المجتمع الاردني في هذه الايام ان معظم حالات الزواج باتت تقليدية وتحاكي الماضي ايام الاباء والجدود، فالشاب الذي يدرس في الجامعة سنوات عدة يتعرف على الكثير من الفتيات بحكم الدراسة والجامعة ولكنه عندما يختار عروسا بعد التخرج وايجاد العمل فانه يتوجه الى اهله وخاصة امه لتختار له عروسا من المعارف او الجيران، بالرغم من ان هذا الشاب له علاقات متعددة مع بعض الفتيات وربما خرج معهن وصادقهن واحبهن واوهمهن بان الزواج سيكون قريبا بعد التخرج ولكن هيهات فالثقة بين الشاب والفتاة هذه الايام معدومة نظرا لتعقد الحياة وحرية الفتاة التي تجاوزت الخطوط الكثيرة وهذا يترك اثرا في نفس الشاب بان يختار فتاة بعيدة عن الجامعة او حتى العمل والوظيفة، ولعل ذلك يعتبر تحديا مأساويا لمشاعر الفتيات الكثيرات اللاتي انخدعن بمثل هؤلاء الشباب وهذا يعكس نسبة العنوسة التي تزداد عاما بعد عام في الاردن، وهذا يعكس ايضا نسبة المطلقات في المجتمع الاردني وهذا يسبب ازمة اجتماعية صعبة تعيشها المجتمعات العربية كلها، فالشاب دائما يبحث عن زوجة صالحة وعلى الاغلب تكون محجبة فهو يعتقد ان هذه الزوجة ستكون اما لاولاده ومستقبل حياته وهنا تقع المشكلة الاجتماعية المعقدة وما الاسباب التي تقف وراء هذا العزوف المتعمد عن الزواج بالفتيات اللاتي يتمتعن ببعض الحرية في ظل مجتمعنا المحافظ؟ ان اختيار الاهل والوالدة والجدة في اختيار عروسا للشاب يعكس حالة اجتماعية يائسة فنظرة الاهل دائما في اختيار الشاب في الزواج نظرة غير سليمة وغير موثوقة فالاعتقاد لدى الاهل ان هذا الشاب لم يختر بنت الاصول والحسب والنسب والتي تعجب الاهل بالنتيجة والنهاية فهذه مشكلة يجب على المجتمع ان ينظر اليها بعين الاهتمام وعلى كافة المستويات لكي لا تصبح قضية ذات ابعاد خطيرة على المجتمع الاردني ككل