أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات أولوية الإصلاح السياسي

أولوية الإصلاح السياسي

23-12-2019 10:10 AM
رمضان الرواشدة
الدولة الأردنية بكل أركانها سواء الحكومة أو الديوان أو غيرها من المؤسسات مشغولة بمسألة الاصلاحات الاقتصادية، ومن بينها التركيز الأخير على الحزم التحفيزية للاقتصاد الوطني التي تم الإعلان عن ثلاثة حزم منها وبقيت الرابعة بانتظار أن تسفر هذه الحزم عن تحفيز القطاعات التجارية والصناعية والاقتصادية.

التركيز في الحكومة الحالية والحكومة التي سبقتها هو على الاقتصاد باعتباره أولوية ومحركا للنمو الاقتصادي، ودورة رأس المال وتنشيط الوضع المعيشي للمواطنين الأردنيين الذين تآكلت رواتبهم وأوضاعهم المعيشية.

في ظل هذا التوجه للدولة تتناسى الحكومات المختلفة أهمية الإصلاح السياسي باعتباره مدخلا مهما وموازيا للاصلاح الاقتصادي إذا لم يتقدم عليه، وله أولوية في حياة الناس الساعين إلى وجود حياة سياسية مستقرة وإصلاحات سياسية تحفظ الدولة الأردنية من أي تقلبات غير متوقعة وتحصن أركانها وأسسها الدستورية.

من بين القضايا المهمة التي يجب التركيز عليها في المرحلة المقبلة هي دعم الأحزاب السياسية بما فيها أحزاب المعارضة الوطنية المندمجة في الحياة السياسية والعامة من أجل تقوية التجربة الحزبية مستقبلا.

لقد رأينا في فترة ما بعد العودة للديمقراطية عام 1989 مشاركة لعدد من الأحزاب السياسية في الحكومات، ومن بينها مشاركة الإخوان المسلمين، ومن بعدهم حزب العهد وحزب الوسط الإسلامي، لكن هذه التجربة توقفت مؤخرا جراء عدم إيمان بعض المسؤولين بالأحزاب ودورها.

والسؤال كيف يتفق كل هذا التوجه لتحجيم الاحزاب والتجربة الحزبية مع التوجهات الملكية التي أكد عليها جلالة الملك في أوراقه النقاشية والتي تدعو لأوسع مشاركة حزبية في الحياة العامة والسياسية.

إن واحدة من أهم قضايا الإصلاح السياسي تكمن في تشكيل الحكومات القادمة من رحم الكتلة السياسية الأكبر في البرلمان، وأن تكون كل الحكومات القادمة برلمانية وحزبية وهذا لن يتأتى دون تقوية الأحزاب السياسية ودعمها من أجل أوسع مشاركة وطنية في تحمل القضايا السياسية الداخلية والخارجية.

ونحن الآن أحوج ما نكون إلى حكومة وحدة وطنية مؤلفة من كل التيارات الحزبية والوطنية والسياسية الفاعلة في المجتمع الأردني لمواجهة أي استحقاقات سياسية خارجية، ومن بينها تحمل هذه الطراف لمواجهة ما يسمى بصفقة القرن التي يمهد الأميركيون للإعلان عنها بما فيها من مخاطر على الأردن ومصالحه القومية العليا.

التجربة الحزبية مدخل مهم للإصلاح السياسي والحكومة البرلمانية المنشودة هي واحدة من أهم القضايا التي يمكن الالتفاف حولها شعبيا والمرحلة المقبلة تتطلب وجود هكذا حكومة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :