المحامي موسى سمحان الشيخ
حملت الانباء خبرا مفاده بان الولايات المتحدة الامريكية تتجسس على المانيا - حليفتها الهامة - وعلى هاتف ميركل بالذات، وقبلها بمدة تحدثت الانباء عن تجسس واشنطن على باريس وهي حليفة مهمة جدا لواشنطن، وفي الحق فان امريكا - وباعترافها - تتجسس على كل دول العالم يسعفها في ذلك تطورها التكنولوجيي والمعلوماتي المسألة هنا ليست اخلاقية، فواشنطن لا تفهم هذه اللغة، واشنطن اليوم تتخلى مجبرة عن قيادتها للعالم، ارتباكها، ضعفها الاقتصادي، ديونها حروبها، جيوشها المنتشرة في جميع انحاء العالم، واخيرا لا اخرا كراهية العالم لها، والا فماذا يمكن ان نسمي ما يجري بينها وبين السعودية على سبيل المثال لا الحصر، فبمجرد ان ضحكت طهران - نقول ضحكت - لواشنطن، ادارت واشنطن ظهرها لحلفائها العرب وللسعودية وهم بالمناسبة تابعين لها حلفاء، وشبه فكت ارتباطاتها مع السعودية التي تشكل العمود الفقري لواشنطن في المنطقة حيث النفط، وتوريد السلاح، وكل ثروة السعودية في بنوك واشنطن، اليس من حق السعودية ان تغضب من واشنطن؟ اليس من حقها ان تتمرد ولو قليلا على بابا واشنطن واوباما بالمناسبة حاكم ضعيف ومحاصر بديونه وغير قادر حتى على اخذ راتبه احيانا، ولكن بالمقابل اليس من حق واشنطن ان تحمي امنها كما تفهمه كدولة استعمارية هي الان في اضعف ايامها - ميزان القوى السياسي والاقتصادي - يؤكد ذلك، ودعك من استعراض العضلات فامريكا التي لا تقيم وزنا لحلفاء اساسيين لها كفرنسا والمانيا وتتجسس عليهما في وضح النهار هل تقيم وزنا لحلفائها العرب كالسعودية وغيرها مثلا الم تبع واشنطن حليفها مبارك مع اول صرخة في ميدان التحرير، الم تتخل عن الشاه وماركوس وجنرالات امريكا اللاتينية بمجرد اهتزاز كراسيهم، ما لا يراه الحاكم العربي امران ضعف امريكا الفعلي وكلب حراستها كيان العدو الصهيوني، والامر الاخر صحوة الشعوب العربية رغم كل التحديات من قوى الشد العكسي.