النقابي ابراهيم حسين القيسي
الصراع في أرض الكنانة على أشد ما يكون بل مرشح للتصاعد لحدود لا يستطيع أن يتوقع أحد مداها ونتائجها، طرفي الصراع يحاول كل منهما إكتساب الشرعية من خلال حالة الإستقطاب الحادة التي تمارسها أطراف الصراع على الساحة المصرية، وبكل الوسائل وشتى الطرق يحاول كل طرف إثبات شرعيته حتى أن الأمر وصل في الطرف المسيطر أن يستثمر ذكرى وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكذلك ذكرى حرب أكتوبر بأسلوب وطريقة لاسابق لها منذ أربعين عاماً، حتى أنه تم إستثمار الفنانين المطربين وأبناء الزعماء الراحلين وأبناء القادة العسكريين، طرفي الصراع في لحظة تناسوا كيف أن الزعيم عبد الناصر الخالد في الوجدان المصري والعربي إكتسب الشرعية فهو الذي جاء مخلصاً مصر والمصريين من الإقطاع البغيض والرجعية والتبعية للمستعمر، عبد الناصر الذي خاض حرب فلسطين أيام النكبة وعاش حالة الذل والهوان والتخاذل، التي إكتوت بها الأمة صنعت منه الأحداث مشروعاً وبرنامجاً تحررياً قومياً، هو الذي أحيا فكرة القومية العربية والوحدة وأمم القناة وبنى السد العالي ولولا أن الموت فاجأه لكن لهو شأن آخر، أما الرئيس السادات الذي كان محل تندر عُقب وفاة عبد الناصر عندما كان يقول هذا هو عام الحسم وظل كذلك إلى أن اكتسب الشرعية عقب حرب أكتوبر، لكنه خسرها في كامب ديفيد مصرياً وعربياً وإسلامياً لدرجة أن موته إغتيالاً عُدَ في حينه عملاً بطولياً، مبارك عندما جاء إلى السلطة بالصدفة إستبشر المصريون والعرب خيراً لأن القادم هيء لهم أنه يشبه كثيراً عبد الناصر ولقد إستطاع إعادة مصر إلى الحضيرة العربية بمساعدة الراحل العظيم الحسين ، ومن ثم إكتسب مبارك شعبية مصرية وعربية وعلى وجه الخصوص خليجية لوقوفه إلى جانب العراق إبان الحرب العراقية الإيرانية، لكن! عندما شارك الغزاة الذين غزو بغداد في عاصفة الصحراء سمي تندراً وإستخفافاً بالبقرة الضاحكة وبدأ يفقد شعبيته إلى أن إنخلع عنه ثوب الشرعية بشكل كامل نتيجة الموافقة السلبية التآمرية إتجاه المقاومة الفلسطينية في غزة وخصوصاً في حملة الرصاص المصبوب التي إنطلقت إشارتها من شرم الشيخ، القادم الجديد للسلطة في مصر يحاول جاهداً إكتساب الشرعية في ظل الربيع العربي من خلال إدارة وتجنيد ماكنة إعلام ضخمة تعمل على قلب الحقائق وتضليل الرأي العام من خلال تصوير وتجسيد أن العدو للمصريين والأمة هو الإسلام والحركة الإسلامية التي صورت على أنها فشلت في إدارة الدولة المصرية، في النهاية الشعب المصري والأمة لن تعطي شرعية الزعيم من خلال الفضائيات والفنانين لأن الشرعية تنبع من وجدان الشعوب وذاكرتها من خلال أفعال تؤثر في قيمها وتاريخها. . ibrahim_alqaisy@hotmail.com