الشاهد -
الحاج عزات سبعيني يعاني وابنه من امراض .. ولا يأخذ من اية جهة
نور زوجها مريض واطفالها لا يجدون قوت يومهم
الشاهد-فريال البلبيسي
ما زالت الشاهد تتابع قضايا الحالات الانسانية لعائلات مستورة تعيش حياة الكفاف واحيانا لا تجده هذه العائلات كريمة النفس يصعب عليها ان تطرق الابواب لتستجدي وتتسول من الاخرين بالرغم انهم يعيشون ظروفا صحية ومرضية صعبة وحياة معيشية سيئة، الشاهد طرقت ابواب هذه العائلات العفيفة وتحدثت معهم وسمعت شكواهم ووجعهم لنضع هذه القضايا على طاولة المسؤولين والمعنيين في وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية الذين اغلقوا ابوابهم وآذانهم عن شكوى هذه العائلات. من منطقة ابو علندا حي النهارية طرقنا العديد من الابواب وسمعنا منهم معاناتهم وشكواهم وكان لكل من هذه العائلات قصة ورواية مؤلمة مع الحياة التي يعيشونها
الحالة الاولى
الشاهد طرقت باب احدى العائلات المستورة والتي تعيش في حي النهارية في منطقة القويسمة واعتقدنا ان هذا الباب الذي طرقنا سيدخلنا الى منزل وعندما دخلنا من الباب سرنا في شارع ضيق وكأنه منور ثم دخلنا غرفة صغيرة لا تتسع لاكثر من شخصين ووجدنا رجلا وعجوزا تجاوز عمره ال 60 عاما وتحدث العجوز وهو يبكي على حاله وما وصل اليه من سوء العيش. وقال انني اعيش مع ولدي وزوجته واطفاله وطلب ان نستطلع المنزل الذي يعيشون فيه وكان المنزل عبارة عن كهف سقفه منخفض وآيل للسقوط ولا يوجد فيه اي شباك ومعتم وغير صحي وتفوح منه رائحة الرطوبة والعفونة. قال الحاج انني رجل مريض واعاني من امراض القلب والدسك وهشاشة العظام حيث لا استطيع السير على قدمي وكذلك لا استطيع متابعة العلاج لانني لا يوجد عندي المقدرة للذهاب الى الطبيب وشراء الدواء فانا لا يوجد عندي تأمين صحي وليس بمقدوري شراء الدواء شهريا لانه لا يوجد دخل عندي وولدي سامر قضى حياته في السجون وهو الان نادم على حياته السابقة فهو لا يستطيع العمل بسبب قيوده التي بلغت (178) قيدا. وقال الحاج ان ولدي منذ خمس اعوام منذ ان تزوج ورزق باطفال لم يدخل سجنا ويبحث ليل نهار عن عمل لاعالة اسرته ليجد الجميع بطلب عدم محكومية. وطلب الحاج توفير لقمة عيش لولده الذي يريد ان يعيش حياة كريمة مع عائلته مؤكدا كيف لشخص يريد ان يبدأ حياة جديدة والجميع يغلق الابواب بوجهه وكأنهم يجبرونه على العودة لحياته السابقة. وقال الحاج اننا نعيش بمزل وكأنه قبو وغير صحي ويجلب الامراض وايجاره خمسين دينارا عدا الماء والكهرباء. وقال سامي الذي دخل المنزل وانا اتحدث مع الحاج والده عشت حياتي السابقة عابثا غير مدرك نتائجها واصبحت من ذوي القيود الجرمية العديدة ووصلت قيودي (178) ولكن ادركت ذلك بعد الزواج وندمت على ما فعلت لكن الحكومة لم تسامح ابدا ومنذ خمسة اعوام وانا ابحث عن عمل حتى اصبت باليأس انا والد لاطفال واعيل زوجتي ووالدي ماذا اعمل واكد سامر انه يعاني من عجز بساقيه فقد وضعت بارجله بلاتين واوتار ذراعه اليمنى مقطوعة ولا يستطيع حراكها ويوجد معه تقارير طبية تفيد نسبة العجز عنده. وقال مع ذلك ابحث عن عمل يبعد عن عائلتي شبح الجوع. ونحن بدورنا نقول ان سامر وعائلته ووالده المريض يستحقون راتب المعونة الوطنية
الحالة الثانية
وطرقت الشاهد بابا اخر من ابواب العائلات المستورة في منطقة القويسمة حي النهارية والتي تعيش حياة الضنك ويعاني افراد هذه الاسرة الامراض جراء الفقر الذي يعانونه. وعندما دخلنا المنزل وتجولت عين الكاميرا في ارجائه وجدنا ان المنزل غير صحي وسقفه يدلف في فصل الشتاء والمنزل لا يوجد فيه اثاث سوى بعض الفراش الرث الذي تنام عليه الاسرة ليلا. قالت نور انني ام لستة ابناء جميعهم صغار ومنهم من هو على مقاعد الدراسة، وزوجي مريض ويعاني من الديسك والازمات الصدرية ولديه تقارير طبية تفيد بحالته الصحية وابنتي غزل وعمرها ثلاثة اعوام تعاني من تشنجات دماغية (الصرع). واكدت نور ان زوجها لا يستطيع العمل الشاق والطويل بسبب مرضه وان الحياة المعيشية صعبة وقاسية وقاهرة والابناء ما زالوا صغارا وبحاجة الى رعاية وعناية وان الشتاء على الابواب والبرد قارس ولا نستطيع ان نؤمن الدفء لعائلتي وكذلك لا نستطيع شراء الملابس الشتوية والاغطية المدفأة بسبب اسعارها التعجيزية وقالت نحن نعيش ونحن محرومون من جميع مباهج الحياة ابنائي محرومين من كل شيء فهم منذ ولادتهم لم يرتدوا ملابس او احذية جديدة ولم يأكلوا حلويات غالية الثمن ابدا والفاكهة يشاهدونها في الاسواق واللحوم والدواجن والاسماك لا يتناولونها الا نادرا . وقالت الحرمان عنوانهم والفرحة ممنوعة من القاموس ولماذا نعيش في هذه الدنيا التي لا ترحم والاعباد ليست لامثالنا. واكدت نور اننا ندفع اجرة المنزل غير الصحي (85) دينارا شهريا عدا الماء والكهرباء وناشدت الام اهل الخير مساعدة عائلتها وطالبت وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية براتب شهري لعائلتها لكي تستطيع اعالة اسرتها وحمايتهم من الفقر والجوع