الشاهد - أنس عشا
أحد أهم ركائز الجيل الذهبي الأخضر، رباعيتان في جعبته وأكثر من نصف بطولات الوحدات تحققت وهو يرتدي القميص الأخضر، رفيق درب الكثير من الأساطير، رجل من رجال جيل عدنان حمد التاريخي، باسم فتحي ودع الملاعب بمهرجان اعتزال حزين غاب عنه الرعاة وشمس الجماهير، كان وفياً لكنه افتقد للمسة الوفاء، قدم كل ما لديه ولم ينتظر إلا رد الجميل، إلا أن الرد كان مخيباً.
باسم فتحي كان ضيف العدد'502' من النسخة الورقية لـ 'صحيفة الملاعب' وتحدث عن علاقة حبه بالوحدات وأبرز محطات مسيرته الكروية :
الوحدات قصة حب
بداياتي مع لعبة كرة القدم كانت في مدرسة ' أبو بشار' في مخيم الوحدات، ومن ثم التحقت بفريق الوحدات تحت سن '13' وكان ذلك عام '1996' حيث تدرجت بالفئات العمرية مع الأخضر وصولاً للفريق الأول ومن ثم المنتخب الوطني.
الحمد لله فأنا راضي كل الرضى عن الانجازات التي حققتها رفقة الوحدات وخصوصا الرباعيتين التاريخيتين، علماً أنني أحرزت مع الوحدات '24' بطولة رسمية وأهمها '8' القاب دوري.
ضحيت كثيراً لأجل النادي ورفضت العديد من العروض الكبيرة للاحتراف الخارجي، لا أشعر بالندم طبعاً لإن استمراري مع نادي الوحدات كان عن قناعة، لا شيء أجمل من أن تحب نادي الوحدات وأن تقدم له ما تستطيع، نادينا يحتم علينا أن نقدم كل شيء لأجل تاريخه مما سيصنع لنا تاريخ كبير، وأرجو أن يتم تقديري على قدمته للأخضر من خلال الجماهير في مباراة اعتزالي.
جيل الرباعيات لن يتكرر، أتمنى من الله أن يتكرر ولكنه تاريخي ومن الصعب قدوم جيل يضاهيه، لقد كان مليء بالنجوم الكبار الذين أمتعوا الجميع في ذلك الوقت، نصف القاب نادي الوحدات تحققت في عصرنا، هذا الشيء يعني لي الكثير فقد كتبنا تاريخ كبير.
منتخبنا الوطني
لعبت رفقة النشامى في الكثير من المنافسات وحققنا العديد من العلامات المضيئة في تاريخ الكرة الأردنية، وأهم ما استطعنا الوصول إليه عندما كنت لاعب مع المنتخب كان الوصول للملحق العالمي المؤهل لمونديال البرازيل '2014'، هذا الانجاز كان الأهم بتاريخ اللعبة في الأردن.
مسيرتي مع المنتخب الوطني امتدت لقرابة الـ '12' سنة، ومن أجمل وأبرز البطولات التي لعبتها كانت تصفيات وبطولة كأس أمم اسيا '2011' في قطر، حيث كانت من أقوى المنافسات التي خضناها وقدمنا فيها مستوى مميز، ومن ثم أكملنا الطريق بتصفيات كأس العالم '2014' وصولاً للملحق العالمي، وأفتخر بهذا الإنجاز الذي يعد كما ذكرت أهم انجازات الكرة الأردنية ولولا سوء الحظ لوصلنا للمونديال.
قصة عشق
جمهور الوحدات كبير ويشكل بالنسبة لي حالة عشق، أتوقع أن سر حب الجماهير لي هو حضوري في المباريات الكبيرة بمستوى عالي، ولم أبخل بأي نقطة عرق حتى يخرج جميع المشجعين من المدرجات راضيين، كنت أقدم أكثر من المطلوب وبصراحة الجميع يعلم بأهمية مباراة الديربي مع الفيصلي بالنسبة لجماهير الأخضر، وفي معظم المباريات التي شاركت فيها أمام الفيصلي كان تأثيري إيجابي بحمد الله وهنا يكمن السر، وأحب أن أقول لجماهير الوحدات أن لحظات الوداع كانت صعبة.
اللحظة الكروية التي لا أنساها
هي لحظة مؤثرة جداً، عند وفاة والدتي كان هناك مواجهة مهمة بين الوحدات والفيصلي وكان المدافع الكرواتي سبيستيان أنتيتش مصاب والفريق بحاجتي، كانت لحظات صعبة لا يمكن أن أنساها بعد أن تركت ثالث أيام العزاء وذهبت للعب المباراة لتعويض النقص في خط الدفاع.
اللاعب الأقرب
من الصعب اختيار اللاعب الأكثر قرباً على باسم فتحي طوال مسيرته الكروية، جميع نجوم الجيل الرباعيات كانوا قريبين مني وخصوصاً الكباتن حسن عبد الفتاح، رأفت علي، محمود شلباية وعامر ذيب، بصراحة ذكرياتنا كثيرة وجميعهم نجوم مؤثرين.
المستقبل
أتطلع في المستقبل للتوجه نحو عالم التدريب، بإذن الله سأعمل بجد في هذا المجال ولكن الأمر لن يكون سهلاً ويتطلب مني بذل الكثير من الوقت والجهد، وأدعو الله أن أكون من المدربين الجيدين.
لو كنت مسؤولاً
لو كنت صاحب قرار رياضي كنت سأضمن للاعب تأمين أو راتب بعد نهاية مسيرته الكروية، في ظل الوضع المادي الصعب الذي يفرض على اللاعب في الأردن أن يقضي حياته الكروية وهو يحاول تسيير أموره، خصوصاً وأن هناك العديد من اللاعبين الذي لا يمتلكون أي وظيفة، وحتى إن كان لديهم تكون الرواتب متدنية للغاية.
خارج الملعب
تعودت على الالتزام من الصغار لأن حفاظ اللاعب على نفسه وظهوره بشكل جيد في الملعب يحتاج منك التقيد بالعديد من الضوابط خارج الملعب والابتعاد عن الكثير من الأمور، ولا زلت أسير بنفس النهج حتى الآن.
فريقي المفضل
عالمياً أنا أشجع فريق برشلونة الإسباني، والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هو لاعبي المفضل عالمياً.
رسالة أخيرة
أترحم على روح والدتي، وأقول لوالدي أطال الله عمره والذي يعاني من المرض 'يعطيك العافية، لم تقصر معي أبداً طوال حياتي الرياضية، كنت تؤازرني وتشجعني وتدعمني في كل مكان ذهبت إليه وأنا صغير، حتى أصل لما وصلت إليه، كنت أتمنى أن تكون موجوداً معي في الملعب اثنء اعتزالي ولكن حالتك الصحية لم تسمح أبداً'، كما أوجه شكري لجماهير نادي الوحدات التي عشقتها من صغري ولكل شخص يحب الوحدات ولأصدقائي، شكراً لإدارة النادي، شكراً للوحدات ولجمهور الوفي الذي لعبت لأجله.