ثمة اجماع فلسطيني تام على اجراء الانتخابات التشريعية ومن ثم الرئاسية كاستحقاق ديمقراطي وملح لتجديد الشرعيات الفلسطينية التي أضحت بالية وعتيقة حيث عفا عليها الزمن ، في حال اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية سيصار لاحقا وبالضرورة عقد انتخابات المجلس الوطني لتكريس الشريعة الفلسطينية وتجديدها في الداخل والشتات وإعادة هيكلة منظمة التحرير التي أصبحت بدورها هياكل فارغة بدون محتوى وطني حقيقي كالسلطة تماما ، كل هذا جميل ومطلوب ولكن الأهم من ذلك هو تكريس الوحدة الوطنية في الميدان باجتراح برنامج حد ادنى وطني عنوانه الرئيسي التصدي لصفقة القرن التي طبق فعليا وعلى الأرض العديد من بنودها والوقوف في وجه الإستيطان الذي يكاد يطبق على الضفة الغربية بالكامل والأ فماذا يفعل سبعمائة الف مستوطن يسرحون ويمرحون في الضفة بينما يتأهب نتنياهو لضم الاغوار وتهويد مدينة الخليل والأسوأ موضوع القدس الذي يقترب تدريجيا من التقسمين الزماني والمكاني وتهويد المدينة بالكامل ، هذه المهمات هي الأسس الأهم من الانتخابات وسواها من وسائل الهرب الى الامام او الخلف .
اما في حال الإصرار على اجراء الانتخابات فثمة عقبات جديدة برزت وتبرز امامها ولعل أهمها موقف العدو وتحديدا في موضوع القدس حيث لدى العدو كل الوسائل لمنع الانتخابات حتى في الضفة كما القدس ، وهناك المخاوف المشروعة تماما في ما يختص بسلاح المقاومة حيث تصر السلطة على سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد والمفارقة ان السلطة لا تؤمن باستخدام أي سلاح سوى المفاوضات ، بينما معظم الفصائل سيما في غزة ترفض مناقشة موضوع السلاح جملة وتفصيلا ، ومن المعوقات مؤخرا قضية هامة طفت على السطح وهي إقامة المشفى الأميركي في غزة بموافقة حماس مع كل ما يمثله ذلك من خطورة ورمزية للموقف الأميركي المتصهين اكثر من كل الإدارات الاميركية السابقة على علاتها ومن المعوقات أيضا ان ثمة استطلاعات هنا وهناك تؤشر وتخيف بعض الفصائل فتقدم رجلا وتؤخر أخرى ، ثمة مخاوف أخرى من عدم اجراء انتخابات رئاسية
وفي الذاكرة الفلسطينية ان اخر انتخابات رئاسية عقدت عام ٢٠٠٥ بينما اخر انتخابات تشريعية جرت عام ٢٠٠٦ وتلا ذلك تداعيات كثيرة تركت آثارا لا تمحى ، قلنا ونقول وبغض النظر عن نتائج هذه الانتخابات لصالح هذا الفيصل او ذاك ، ان هذه الانتخابات – التي قد تجرى أو لا تجرى – وفي حالة اجراءها فانها لن تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح لان مقارعة الاحتلال تتمثل في صياغة معادلة جديدة في الميدان واولها عدم الاستمرار في التفاوض العبثي والقول ل أوسلو والتنسيق الأمني وداعا واطلاق يد الشعب بمقارعة الاحتلال بكل الطرق والأساليب ، لدى الشعب الفلسطيني أوراق كثيرة جدا في مواجهة الاحتلال يجب بل يتحتم تفعيلها وهي بكل المقاييس اهم من الانتخابات في اللحظة الراهنة .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.