علي القيسي
عندما كنا اطفالا وكان ذلك في بداية الستينيات من القرن الماضي، كان للعيد مذاقا طيبا .. بل الايام كلها كانت سعيد آنذاك، وخاصة حياة الطفولة التي كانت عامرة بالدفء الانساني والاجتماعي والاسري .. كان العيد عيد الصغار والكبار علي السواء.. ليس كهذه الايام والاعياد .. فكانت الحارة او الحي .. هي البيت الثاني للاطفال .. حارات مسكونة بالامن والاستقرار الاجتماعي .. فالاولاد يمارسون اللعب واللهو والعيد في ارض الله الواسعة وليس في الشقق الضيقة والخانقة..!! مثل مساكن هذه الايام .. كان العيد عيدا سعيدا اذ يمارس الاولاد حياتهم في ايامه بشكل كامل .. فالمراجيح البسيطة المنتشرة في الاحياء الشعبية تكفي لبث الفرح والسرور في قلوب الصغار المتعطشة للفرح .. حيث هناك تلك المراجيح او الاراجيح الخشبية المثبتة بالحبال افضل من كل المدن الترويحية ومدن الملاهي المتطورة هذه الايام .. والتي لا توفر الفرح والسعادة للاطفال فهي تعمل على الدقيقة مقابل مبلغ مالي كبير ..!! عدا عن ذلك فالاولاد لا يشعرون بالاكتفاء والشبع من هذه الالعاب الكهربائية السريعة.. التي ربما تشعر الطفل بالغثيان والدوخة .. نتيجة سرعتها الهائلة وخطورتها فالعيد كان سابقا وفي الماضي .. اجمل حتى لدى الكبار حيث الناس يرفلون باثواب المحبة والدفء الاجتماعي .. وكانوا يتزاورون ويتقابلون في المنازل .. ويتبادلون التهاني والتبريك، بقلوب صافية وانفس متواضعة .. ومودة حقيقية .. فهدوء البال والحال كان سائدا آنذاك .. قلما تسمع ما يعكر صفو حياتك .. فالامراض قليلة بين الناس والمشاكل الاجتماعية والعائلية تبقى سرية وقليلة ايضا.. فالناس يعيشون في رضا وقناعة .. والاعياد تمر علي الناس ويعيشون لحظاتها وايامها بكل فرح وسرور وسعادة .. اما ايامنا واعيادنا هذه الايام .. فهي تفتقر الى كثير من راحة البال والسعادة الحقيقية والفرح وخاصة لدى الاطفال وكل عام وانتم بالف خير