ربى العطار
لم يكن حديث جلالة الملك خلال لقائه بأبناء عشائر بئر السبع في قصر بسمان حديثا عابرا، فكل عبارة كانت بمثابة توجيه للحكومة بشكل مباشر.
فالملك عندما قال"خلص بكفي ضرائب"، فهو يدرك ويشعر بحجم المعاناة والصعوبات المعيشية التي تواجه المواطنين الأردنيين ومدى صبرهم وتحملهم بسبب اعتماد الحكومة في ايرادتها على جيب المواطن الأردني من خلال تحصيل الضرائب والرسوم، مع تشديد جلالته على ضرورة قيام الحكومة بتخفيف انفاقها بقوة حتى يتم تحسين رواتب العسكريين والمدنيين.
على الحكومة أن تلتقط الرسالة وتبحث عن الحلول البديلة لرفد موازنتها المتهالكة بسبب تراكمية الأخطاء الإدارية التي رسمت عادة نمطية لدى الحكومات المتعاقبة باعتبار الضرائب المفروضة على المواطنين هي السبيل الأسهل لترقيع العجز في الموازنة.
ليس أمام "حكومة النهضة" إلا أن تبحث بشكل جاد عن بدائل فورية ومجدية تركز على خفض الإنفاق (المترف) في بعض المؤسسات الحكومية والهيئات التابعة لها، وأن تجند كافة إمكانياتها لاصلاح التشويه الإداري وان تطلق العنان لدوائرها الرقابية وعلى رأسها ديوان المحاسبة لضبط التجاوزات والحد من الهدر المالي.