«الإخوان المسلمين» .. صمت وتواطؤ ومراوغة تجاه الغزو التركي لسوريا!!
27-11-2019 12:59 PM
محمد داودية
طرح الغزو العسكري التركي، للأراضي العربية السورية، مسألة غاية في التعقيد والإحراج والكشف والأهمية، هي الموقف من هذا العدوان، الذي تراوح بين الصمت والتواطؤ والمراوغة والتشجيع والموافقة، وتغليب الحسابات والارتباطات الأنانية النفعية مع الخارج التركي، على الحسابات والارتباطات القومية والداخلية الوطنية!! تميز موقف إخوان الأردن، بالامتثال والطاعة للرأس الخارجي لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي، الذي يتطلب الطاعةَ والتُّقيةَ والسرية، فتبدت سلطتُه طاغية على «جماعتنا»، الذين توهمنا انهم فكّوا ارتباطهم بهذا التنظيم الدولي و»أردنوا» التنظيم كما «تَوْنَسَ» راشد الغنوشي، التنظيم الإخوان التونسي! الإخوان المسلمون الأردنيون وقعوا مرارًا في فخاخ الخارج، وتأثروا، لا بل وأتمروا به، بدءا من استيراد شعار اخوان مصر الانتخابي «الإسلام هو الحل» لانتخابات 1989، الى ان ارتفعت اسهم الإخوان المصريين وتولوا السلطة في مصر، فانقلب «الإخوان المسلمين» على النظام السياسي الأردني، الحضن الادفأ، الذي مكّنهم في الأرض، وتخلوا عن شعار «المشاركة» واعلنوا انهم ما عادوا يرضون به، ورفعوا بدلا عنه شعار «الشراكة»، سنة 2011 !! وقد تميزت العلاقة مع القوى السياسية والكوتات النيابية الاردنية، المسيحية والشركسية والشيشانية، بالمغالبة والهيمنة والفصائلية، كما تم في اكثر من انتخابات، وكانت بروفتها الأولى، الهيمنة على المقعد المسيحي في مادبا بانتخابات 1989. ثمة تحذير وتخويف من نقد أداء جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم، جبهة العمل الإسلامي، خشية مد اليد في عش الدبابير والتعرض لهجوم آلته الإعلامية. وفي المقابل ثمة تودد وتملق وإغضاء وانبطاح انتهازي، لجماعة الإخوان المسلمين، طمعا في ركوب حافلتهم في الانتخابات النيابية 2020. لن نكون اكثر حرصا على «الإخوان المسلمين» من قياداتهم التي نقدتهم حتى ملَّهُم النقد، فانشقوا بعد يأس من الإصلاح ، وشكلوا أربعة تنظيمات سياسية موازية وبديلة. ولسنا احرص عليهم من الإخواني القيادي المصري ثروت الخرباوي، الذي نقدهم مُرّ النقد في كتابيه: قلب الإخوان. و سر المعبد، وكشف الأغطية عن البنية التنظيمية المتحجرة لتنظيم اخوان مصر الذي لا يختلف الا بالأسماء عن تنظيمات الإخوان في اقطار تواجدهم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.