الشاهد -
سميحة .. حرق منزلها بالكامل ولم يبق لها شيء
هيام .. ام لسبعة ابناء هجرها زوجها مهددة بالطرد من منزلها
الشاهد-فريال البلبيسي
اجتمعن بظروف مشابهة عندما فرضت الظروف القاسية والقاهرة عليهن الزواج الخاطىء والارتباط من ازواج تبين فيما بعد انهم من ذوي الاسبقيات الجرمية ويتعاطون الكحول والمخدرات هؤلاء النساء صبرن على ازواجهن وحياتهن المليئة بالقهر والعذاب من اجل اطفالهن وقد زادت معاناتهن بخروج ازواجهن من البيوت وعدم العودة اليها، هجرن دون ان يعلمن الاسباب وتركن مع اطفال ما زالوا بحاجة الى رعاية وعناية. هؤلاء النساء لا يوجد لديهن معيل في هذه الدنيا ولا يوجد معهن مهنة تقيهم الفقر وشبح الجوع، واصبحن يعشن مع اسرهن في مهب الريح. عندما زرت هذه النسوة التي هجرن من ازواجهن لم اصدق ما رأت عيني مما وصل بهن من سوء الحال وضنك العيش
الحالة الاولى
طرق فريق الشاهد باب احدى العائلات المستورة في مدينة مادبا وعند تجوال عين الكاميرا في المنزل ذهلنا مما رأيناه وجدنا منزلا جدرانه وسقفه اسود ومحتويات المنزل التهمها الحريق ولم يترك شيئا في المنزل، واطفال صغار وجوههم شاحبة وملابسهم رثة ومتسخة وعيونهم غائرة تعبة واستقبلتنا ام الاطفال وكانت مرهقة من شدة التعب وما وصل اليها الحال فهي لم تنم منذ ايام عديدة بسبب الحريق الذي التهم واتى على محتويات المنزل بالكامل. سميحة علي يوسف من سكان مادبا وهي مطلقة منذ سبعة اعوام وهي ام لاربعة ابناء اكبرهم فتاة عمرها 17 عاما. قالت سميحة تكبدت منذ زواجي جميع المصاعب وتحملت الظروف القاسية من اجل ابنائي وصبرت على زوج عليه قيود امنية عديدة ويقضي في السجن اكثر من خارجه، ويتعاطى الخمور والمخدرات بجميع اشكالهاوكان يضربني بشدة ليأخذ ما بحوزتي من مال من اجل صرفها على تعاطيه وحاولت اصلاحه وفشلت، حتى ضقت ذرعا من تصرفاته المشينة وضربه لي ولابنائه الذين اصبحوا يخافونه بشدة لانه يسبب لهم الرعب بتصرفاته المخيفة واتخذت قرارا من اجل حماية ابنائي ان اطلب الطلاق وانصفتني المحكمة بالطلاق وتكبدت وتحملت العبء لوحدي واحتضنت ابنائي في بيت لتستقر نفسيتهم من الخوف الذي كان يسيطر على شخصيتهم بسبب والدهم. وعملت اذنة مدرسة في وزارة التربية والتعليم واتقاضى راتبا شهريا قيمته (220) دينارا ويخصم منه تأمين صحي وضمان اجتماعي ويتبقى منن راتبي 170 دينارا ويخصم كذلك من راتبي شهريا 60 دينارا لقرض كنت اقترضته من اجل تأثيث منزلي ويتبقى لي مبلغ عشرة دنانير من راتبي بعد ان ادفع ايجار الشقة التي تأويني مع ابنائي وايجارها مئة دينار ادفعها شهريا وتحملت جميع الظروف القاهرة مع ابنائي وعشت معهم على صرف ما تبقى من راتبي وهو عشرة دنانير هذا ما تملكه امرأة واربعة ابناء من مبلغ من المفروض ان تعيش منه طوال الشهر، ورضينا في هذه المعيشة وتحملناها وما لم اتحمله في هذه الدنيا هو الحريق الذي شب بالمنزل الذي نعيش فيه قبل يومين بسبب الماس الكهربائي واحمد الله ان الحريق شب بالمنزل ولم يكن احد فيه كان الجميع بدوامهم المدرسي، وبكت سميحة بحرقه والم ما آل الحال بها واسرتها وقالت لم يبق لنا شيء الا واكلته النيران من ملابس، واثاث ابنائي لا يستطيعون تغيير ملابسهم لانهم فقدوا جميع ملابسهم بالحريق، وقالت ان الشتاء على الابواب ولم يبق فراش او غطاء يدفىء اجساد ابنائي، وناشدت الام القلوب الرحيمة العطوفة مساعدتها في تأثيث منزلها لتستطيع العيش فيه. ونحن بدورنا نقول ان هذه الاسرة تستحق المساعدة لانه لم يبق بالمنزل شيء الا وطالته النيران، فلا يوجد ما يجلسون او ينامون عليه من فراش وغطاء او ملابس يرتدونها
الحالة الثانية
بالرغم انها رضيت بالعيش مع زوج يطارده رجال الامن العام وهو دوما مطلوب على قضايا عديدة منها قضايا شيكات وتعاطي وغيره من القيود الا انه قرر هجره لاسرته ولم يعد منذ خمس سنوات تاركا المسؤولية على زوجته المريضة والتي لا تستطيع اعالة اسرتها والنفقة عليهم. حيث قالت هيام مفضي وهي ام لسبعة ابناء بينهم ولد واحد هجرني زوجي ووالد ابنائي منذ خمس سنوات وترك المسؤولية بكاملها على كاهلي، ولم يترك لي شيئا اعيل به ابنائي وانا لا يوجد لي معيل سوى الله فمنذ رحيله لم يطرق احد بابي ليقول لي ماذا تحتاجين. وكيف تطعمين ابنائك الصغار وبكت هيام بحرقة والم انا تعبت وارهقت جدا من صعوبة الحياة الابناء متعطلين فهم ما زالوا صغارا وبحاجة الى رعاية وانا ربة بيت لا يوجد معي مهنة او شهادة تحميني واسرتي الفقر، وقمت بالعمل كخادمة في البيوت من اجل اطعامهم واعالتهم لحين ساءت صحتي واصبحت اعاني من »الفتاق« واصبحت لا استطيع العمل بسبب مرضي وساءت ظروفنا المعيشية وبعت كل ما يباع من اثاث في منزلي ولم يبق الا الفراش الرث وابنائي لا يرحمون يبكون جوعا وفي الشتاء يبكون جوعا وبردا لانني لا استطيع تأمين ما يدفئون به اجسادهم الغضة وقالت اقسم ان ابنائى وجبتهم الرئيسية التي استطيع تأمينها لهم الخبز والشاي واحيانا عندما يرخص سعر البندورة يتناولونها مع الخبز واكدت هيام ابنائى يحلمون دوما واسمعهم وهم يتحدثون مع بعضهم بارتداء الملابس والاحذية الجديدة ويحلمون بالطعام الساخن الذي يحوي اللحم والدجاج والسمك فهم لم يتناولوه الا بالمناسبات القليلة ويحلمون بالحلويات والشوكلاته فهم لم يتذوقوها الا باحلامهم، وقالت ابنائي منذ ولادتهم والحرمان عنوانهم كنت احلم ان احقق لهم ما يشتهونه وحاولت لكن المرض اقعدني عن العمل في خدمة البيوت وحرم ابنائي من تحقيق حلمهم من طعام ولباس جديد. وقالت الام انني ادفع ايجار منزل شهريا مئة دينار ومهددة بالطرد منه لانني تعثرت بالدفع منذ ان اشتد المرض بي. ولم اتقاض اي راتب من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية بالرغم من انني اردنية الاصل وابنائي كذلك ونعيش باقصى درجة من ضنك العيش والحرمان كما انني بحاجة الى عملية جراحية لكنني لا استطيع تأمين تكاليفها واناشد الخيرين والمسؤولين وصندوق المعونة ان يساعدوني من اجل ابنائي الذين حرموا السعادة في هذه الدنيا، ارجو ان لا تحرموا ابنائي من امهم بوفاتها لانه لن يبق لهم احد بعدي