أخر الأخبار

ما هو القادم ؟

26-09-2013 12:25 PM

النقابي : ابراهيم حسين القيسي

الكيان الصهيوني في احسن حالته على كل الصعد في ظل احداث الربيع العربي من حوله ، جيشه ، اقتصاده ، استخباراته جبهته الداخلية اضافة الى استقرار مكانته الدولية باتجاه تعاطف الغرب وامريكا معه ، بينما جميع الدول العربية التي كانت في زمن ما لها تأثير قوي في الصراع العربي الاسرائيلي تعاني من ازمات فتاكة في اغلب تكويناتها ومكوناتها ، جيوشها اما انها ضعيفة او انها تفككت بين الطائفية والمذهبية او انها مشغولة في قمع مكونات محددة داخل مجتمعاتها ، تلك الجيوش اصبحت اسرارها وتسليحها معلومة ومعروفة ليس فقط لاجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والعالمية بل لجميع وسائل الاعلام حتى الرديء منها ، الجبهات الداخلية لدول الربيع العربي مفككة في حالة لم يسبق لها مثيل لدرجة ان جميع مكونات تلك الدول انقلبت على بعضها البعض وتمارس الحقد الشديد لدرجة القتل بلا رحمة ، انها انقسامات برزت على السطح بشكل سريع وبطرق مقززة ومريعة فهناك شيعة وسنة وعلويون ودروز وكرد وقبط واخوان وعلمانيون والمسميات تطول ، وقد وصلت الانقسامات الى الشوارع والحارات والعشائر والاسر لدرجة ان الفرد قد ينقسم على نفسه في يوم من الايام ، اما اقتصاد تلك الدول الربيعية فهو اسوأ مما يتوقع الخبراء والاقتصاديون وبات عصيا على الاصلاح ، فهناك انخفاض للقيمة الشرائية للعملات مضافا اليها الفقر والبطالة والغلاء وانعدام الفرص امام الاجيال الشابة التي اصبحت تسير نحو الضياع والادمان والانحراف ، اجهزة امن الدول الربيعية مشغولة في تعقب المعارضين والمناوئين والمنشقين مع الايغال في ممارسة ابشع انواع القمع مما شجع على انتشار الجريمة وتفشي الفساد ، في المحصلة الكيان الصهيوني في كامل صحته وعافيته وفي حالة لم يكن يحلم بها منذ نشأة الصراع العربي الاسرائيلي ، اما الدول المؤثرة في الصراع العربي الاسرائيلي فهي في اسوأ الحالات على الاطلاق منذ تكوينها ومنذ استقلالها الغير مكتمل ، التساؤل المخيف هل القادم هو الشرق الاوسط الجديد الذي سيرسم حدود وشكل المنطقة لمائة عام اخرى ، ام هي دولة اسرائيل العظيمة من النيل الى الفرات بعد هدم الاقصى وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه ومن ثمة ابتلاع ما تبقى من الدول الربيعية العربية التي احرقت ودمرت نفسها ، هذا ليس تشاؤم ولكن من يقرأ التاريخ يصل الى قناعة اننا كعرب في اسوأ الحالات على كل الصعد و المناحي لدرجة الضياع ibrahim_alqaisy@hotmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :