النقابي : ابراهيم حسين القيسي
الكيان الصهيوني في احسن حالته على كل الصعد في ظل احداث الربيع العربي من حوله ، جيشه ، اقتصاده ، استخباراته جبهته الداخلية اضافة الى استقرار مكانته الدولية باتجاه تعاطف الغرب وامريكا معه ، بينما جميع الدول العربية التي كانت في زمن ما لها تأثير قوي في الصراع العربي الاسرائيلي تعاني من ازمات فتاكة في اغلب تكويناتها ومكوناتها ، جيوشها اما انها ضعيفة او انها تفككت بين الطائفية والمذهبية او انها مشغولة في قمع مكونات محددة داخل مجتمعاتها ، تلك الجيوش اصبحت اسرارها وتسليحها معلومة ومعروفة ليس فقط لاجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والعالمية بل لجميع وسائل الاعلام حتى الرديء منها ، الجبهات الداخلية لدول الربيع العربي مفككة في حالة لم يسبق لها مثيل لدرجة ان جميع مكونات تلك الدول انقلبت على بعضها البعض وتمارس الحقد الشديد لدرجة القتل بلا رحمة ، انها انقسامات برزت على السطح بشكل سريع وبطرق مقززة ومريعة فهناك شيعة وسنة وعلويون ودروز وكرد وقبط واخوان وعلمانيون والمسميات تطول ، وقد وصلت الانقسامات الى الشوارع والحارات والعشائر والاسر لدرجة ان الفرد قد ينقسم على نفسه في يوم من الايام ، اما اقتصاد تلك الدول الربيعية فهو اسوأ مما يتوقع الخبراء والاقتصاديون وبات عصيا على الاصلاح ، فهناك انخفاض للقيمة الشرائية للعملات مضافا اليها الفقر والبطالة والغلاء وانعدام الفرص امام الاجيال الشابة التي اصبحت تسير نحو الضياع والادمان والانحراف ، اجهزة امن الدول الربيعية مشغولة في تعقب المعارضين والمناوئين والمنشقين مع الايغال في ممارسة ابشع انواع القمع مما شجع على انتشار الجريمة وتفشي الفساد ، في المحصلة الكيان الصهيوني في كامل صحته وعافيته وفي حالة لم يكن يحلم بها منذ نشأة الصراع العربي الاسرائيلي ، اما الدول المؤثرة في الصراع العربي الاسرائيلي فهي في اسوأ الحالات على الاطلاق منذ تكوينها ومنذ استقلالها الغير مكتمل ، التساؤل المخيف هل القادم هو الشرق الاوسط الجديد الذي سيرسم حدود وشكل المنطقة لمائة عام اخرى ، ام هي دولة اسرائيل العظيمة من النيل الى الفرات بعد هدم الاقصى وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه ومن ثمة ابتلاع ما تبقى من الدول الربيعية العربية التي احرقت ودمرت نفسها ، هذا ليس تشاؤم ولكن من يقرأ التاريخ يصل الى قناعة اننا كعرب في اسوأ الحالات على كل الصعد و المناحي لدرجة الضياع ibrahim_alqaisy@hotmail.com