الشاهد - فارس الحباشنة
«اليافطات القماشية « من طقوس الانتخابات البلدية و النيابية. فما ان تدخل الى مدينة و قرية أردنية في موسم الانتخابات تترامى امام اعينك قطع اقماش كبيرة ومتوسطة و صغيرة الحجم مكتوب عليها المرشح الفلاني و شعاراته الانتخابية.
بالمناسبة لا يعرف ما هو مصير اليافطات الانتخابية بعد انقضاء العرس الديمقراطي ؟ وماذا سيؤول استعمالها ؟ و أذكر أن مرشحا للانتخابات احتاج الى يافطة «معلقة « طولها مترين ليعرض اسمه بالكامل، وشهاداته و خبراته ومؤهلاته الاكاديمية و العلمية و سيرته الذاتية.
في مادبا و قرى جنوبية لا تختفي من الفضاء العام اليافطات القماشية طوال العام. الناس يزفون اخبارهم الاجتماعية ببرقيات من يافطات قماشية. في موسم التوجيهي تكتسي المدينة بيافطات المباركة والتهنئة لنجاح الطالب الفلاني و حصوله على معدل، و يتبادل الاهالي من أقارب و أولاد عمومة المباركة عبر اليافطات فتقرأ مباركة من العم او الخال فلان الى الطالب الفلاني لنجاحه في التوجيهي.
وما ان ينقضي موسم التوجيهي، فيبدأ موسم القبول الجامعي و سيل تعليق اليافطات لا ينقطع، وتعود المدينة لتكتسي مرة أخرى بالمباركة و التهنئة. و إن كان التوجيهي هذا العام قد أصابته هزة قوية دورة تكميلية أولى و ثانية، و ما عاد للتوجيهي موسم موحد.
و من بعد يأتي موسم خريجي الجامعات، و يتقطع بين خريجي الجناح العسكري من مؤتة، و خريجي الجامعات الحكومية و الخاصة، و خريجي جامعات من الخارج، تتوزع الاحتفالات كما ترصدها من اليافطات على مدار شهرين و أغلب الاوقات تنقضي من فصل الصيف.
وثم يأتي موسم الخطوبة و الاعراس، و خريجي امتحانات النقابات المهنيين من مهندسين ومحاميين و أطباء. و مباركات لحصولهم على الاجازة والبورد و المزاولة وغيرها. و سينضم لقائمة الاحتفال بشهادات المهن بعد اقرار المسار المهني المعلمين من خريجي دورات اكاديميات التدريب و التأهيل التربوي و التعليمي.
الاحتفال بـ»اليافطة القماشية « طقس اجتماعي مادباوي، و يمتد الى بعض من قرى الجنوب. الظاهرة قديمة، و رغم اندلاق السوشيال ميديا و الاعلام الجديد فإن أهالي مادبا مازالوا متشبثين بطقوسها، وسيلة اجتماعية لنشر أخبار المدينة الاجتماعية، ووسيلة موازية لنقل التهاني و المباركات بين الاهالي و الاقارب و أولاد العمومة و العشيرة.
ولحماية اليافطات من السياسة ، فلو يجري في قانون الانتخاب القادم و انظمة الدعاية الانتخابية منع وحظر استعمال اليافطات القماشية وتجريمها، و لتبقى اليافطة قطعة قماشية بيضاء و جميلة لنقل أخبار صادقة تحمل البهجة و الفرح.