ربى العطار
منذ أن دخل إضراب المعلمين حيز التنفيذ، والاسطوانة تتكرر ، تصريح حكومي يتبعه تعقيب من نائب نقيب المعلمين.
لهجة تصعيدية من النقابة يقابلها قرارات حكومية بطيئة لكنها مؤثرة على المدى البعيد بالنسبة للنقابة والمعلمين
من خلال متابعة استمرار الإضراب لوحظ بأن زيادة في التعاطف الشعبي مع مطالب المعلمين (ليس حبا في المعلمين وإنما نكاية في حكومة الدكتور عمر الرزاز ).
سبب هذا التعاطف هو أن التغطية الإعلامية والتحشيد الهائل لصالح نقابة المعلمين كان طاغيا، بالإضافة إلى ضعف الآلة الإعلامية الحكومية في توظيف الرد المناسب في التوقيت المناسب، دون أن ننسى تراكمات غضب شعبي على قرارات حكومية سابقة ساهمت في تدني المستوى المعيشي بالنسبة للطبقتين الوسطى والفقيرة.
اما عن تطورات الاضراب، فلقد جددت وزارة التربية والتعليم ، مساء الاثنين، تأكيدها على ضرورة إلتزام المعلمين بالتدريس داخل الغرفة الصفية وانتظام العملية الدراسية في المدارس.
وشددت الوزارة أنه "سيتم تطبيق أحكام المادة 169/أ/2 من نظام الخدمة المدنية رقم 82 لسنة 2013 وتعديلاته بحق كل مدير يمتنع عن الدعوة لارسال الطلبة، وكل معلم يمتنع عن التدريس، وستعمل على تأمين معلم بديل وفورا على حساب التعليم الإضافي".
بدورها مديريات التربية والتعليم أكدت أن لديها خططاً جاهزة وبديلة لضمان انتظام العملية الدراسية في جميع المدارس، تضمنت كشوفات لمعلمين ومعلمات أصبحت جاهزة للتعيين على حساب التعليم الإضافي، كبدلاء للمعلمين المعينين رسميا في حال رفضهم تدريس الطلبة وتمسكهم بالإضراب.
على الجانب الآخر ، رد نائب نقيب المعلمين، في مؤتمر صحفي، مساء الاثنين، أن النقابة تتحمل المسؤلية الكاملة عن الإضراب، مشددا على ضرورة قيام الحكومة بالاعتذار عن أحداث 5 أيلول ، مطالبا المعلمين عدم التعامل مع أي كتاب يتعلق بقرار المحكمة الإدارية بخصوص الإضراب و رفض التوقيع او الإجابة عن اي سؤال حول هذه القضية.
هذا التصعيد والتعنت من الجانبين، سيكون سابقة بكل المعايير، ولكن ماذا تبقى من خيارات وخطط بديلة عند الحكومة لفك الإضراب؟
وإلى أين تريد نقابة المعلمين الوصول في تصعيدها وتنظيمها للوقفات الاحتجاجية في المحافظات، وكيف سترد على اجراءات الحكومة اللاحقة؟
هل فعليا سيتمكن نائب نقيب المعلمين بالالتزام بوفائه بتحمل المسؤولية في حال تم تطبيق القانون وتم فصل المعلمين المتغيبين أو الممتنعين عن التدريس؟
هل سيسعف الوقت المعلمين لتعويض الطلاب؟
الحل الأفضل في هذه المرحلة هو تحكيم العقل والمنطق والعودة لطاولة الحوار، وتعليق الإضراب، لأن الأمور ليست في صالح طلبة المدارس الذين لا قرار لهم.
فالاضراب لن يتوج فائزا في ظل ما نراه من جمود بين الحكومة والنقابة.