الشاهد - تقضي هدى (62 عاما) جل وقتها مع حفيدتيها اليافعتين (سارة20 وغنى 23 عاما)، اللتين تدرسان في عمان ويعشن في منزل جدتهن نظرا لغياب والديهما في احدى دول الخليج. تقول سارة، "اعتدنا على الحياة في كنف جدتي ولا نشعر انها جدة. انها أم بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تداوم على الاتصال بنا في حال تأخرنا عن الموعد المحدد لانتهاء المحاضرات، ونذهب سوية للتسوق والتنزه وزيارة الاصدقاء والاقارب"، وهو ما تراه الجدة هدى من وجهة نظر أخرى بالقول "احيانا اشعر أنني وحفيدتيّ بنفس العمر، نذهب الى الحديقة. نمشي قليلا، ونلعب كرة السلة معا، نعود بعدها الى المنزل. نصنع بعض الحلوى ونستقبل اصدقاءنا معا". ويقدر عدد سكان المملكة كما في نهاية عام 2017 بنحو 035ر10 مليون نسمة، 4ر5 بالمئة منهم من كبار السن في الفئة العمرية 60 سنة فأكثر يتوزعون بنسبة 2ر5 بالمئة ذكورا مقابل 7ر5 بالمئة للإناث، وهي الفئة التي اعتمدها المجلس الوطني لشؤون الاسرة عند إعداد الاستراتيجية الوطنية لكبار السن في المملكة وتعريفهم. وفيما يحرص الحاج أبو يوسف على لعب طاولة الزهر بفرح مع ابنائه الشباب مستعيدا شبابه خاصة عند تحقق الغلبة عليهم، يداوم المسن محمد صلاح على زيارة مقهى السنترال وسط البلد منذ نحو عشرين عاما، يجلس في زاوية منه ويحتفظ بكتبه في مكتب (المعلّم)هناك، بدلا من حملها كل يوم، يقرأ منها صفحات ويشرب قهوته ويجالس الاصدقاء. "المقهى يعني لي الكثير؛ ففيه تعرفت على كثير من الأصدقاء، وهنا يمكنك أن تنجز بعض أعمالك وتقرأ وتكتب وتشرب قهوتك على أنغام فيروز صباحاً وأم كلثوم ليلاً" كما يقول صلاح الذي ناهز الستين عاما ونيفا ولا يزال يطمح لأن يجد عملاً مناسباً بأجر يتناسب مع متطلبات الحياة العادية، ويداعبه الحلم أيضا بتأليف الكتب ليصبح كاتباً معروفاً! . يعيش محمد صلاح وحيداً في عمّان؛ اذ جاء إليها بعد أن درس اللغة الإنجليزية في جامعة بيرزيت الفلسطينية، كمحطة للانتقال إلى ألمانيا واستكمال دراسته الجامعية، الا ان هذا المخطط فشل، فقرر الاستقرار هنا، مضيفا "عملت لسنوات طويلة كمترجم متفرغ للغة الانجليزية مع العديد من المجلات والصحف والباحثين والكُتّاب، وانتظمت في عمل تركته قبل ثلاث سنوات لتدني الأجر الذي كنت أتقاضاه عن عملي كمسؤول ثقافي بدار نشر، فقررت أن أتفرغ للقراءة والكتابة، حيث ألّفت كتاباً بعنوان ملامح العصر، ضمنته ملاحظاتي الشخصية عن الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية". أما المتقاعد العسكري أحمد الصمادي (75 عاماً) فيعيش في عجلون مع عائلته، يزوره ابناؤه في العطل ونهايات الأسبوع، يقول الصمادي "خدمت الوطن 30 عاماً ومن ثم تقاعدت. عملت بعدها ثماني سنوات في المنطقة الحرة فضلت بعدها البقاء في المنزل والتفرغ لممارسة أنشطة أحبها لطالما حرمني الالتزام بالوظيفة منها". ويصف الصمادي برنامجه اليومي بالقول، "أصحو باكراً كل يوم وأخرج لممارسة رياضة المشي واستنشاق الهواء النقي في الفضاء. اشتري الصحف وطعام الافطار، نجتمع بعدها أنا وأفراد الأسرة حول المائدة، لينطلق بعدها كل منهم لاستكمال يومه إما بالدراسة او الذهاب الى العمل، أما أنا فألتقي مع اصدقائي بعد كل صلاة في المسجد. نتداول أخبار البلدة ومشكلات الناس وهمومهم ونحل منها ما استطعنا". لا زال الصمادي يقتني هاتفا خلويا بسيطا ولا تغريه عوالم التواصل الالكتروني أو ما يسمى (التواصل الاجتماعي). يهوى الكتابة ويزور معارض الكتب ينتقي منها ما يشاء لإضافتها لمكتبته كما كان يفعل ايام الشباب، وإضافة لذلك يجمع قصاصات من الصحف تحتوي صوراً معينة يكتب تعليقا عليها ويلصقها في دفتر خاص. ويحتفل العالم باليوم العالمي للمسنين في الأول من تشرين الأول من كل عام، وبحسب منظمة الأمم المتحدة التي تحتفل هذا العام بالمسنين تحت شعار "رحلة إلى المساواة بين الفئات العمرية". ويقدر عدد المسنين في العالم ممن أعمارهم فوق ستين عاماً فأكثر نحو 700 مليون شخص، وبحلول عام 2050 سيرتفع العدد بنسبة أكثر من 20بالمئة. --(بترا)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.