محمد طالب عبيدات
لن أتحدّث عن ديمقراطية مصر المنقوصة، ولن أتحدّث عن فضّ العسكر والداخلية لإعتصامات ميادين القاهرة بالقوة، ولن أتحدّث عن الحياة المدنية وصناديق الإقتراع والشرعية، ولن أتحدّث عن ممارسة الديمقراطية المنقوصة، ولن أتحدّث عن فرض قانون الطوارئ، ولن أتحدّث عن أنباء إستقالة البرادعي، ولن أتحدّث عن حالات العصيان المدني، ولن أتحدّث عن أصوات العقل وأصوات الحكمة، ولن أتحدّث عن الإنقلاب العسكري أو الثورات، ولن أتحدّث عن حرق الكنائس والأديرة والمؤسسات الحكومية، ولن أتحدّث عن الكثير الكثير مما يجري في أرض مصر الكنانة
لكنني سأتحدّث عن الحالة والنتائج التي وصلت إليها "أم الدنيا" و "أقوى دولة عربية في المنطقة"، حالة فوضى وأتون حرب أهلية يَشُمّ رائحتها القاصي والداني، حالة شرذمة وإنقسام في وحدة الصف المصري، حالة فتنة ساهم فيها "أهل مصر أنفسهم" -مع الأسف- سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة ولتتوافق مع ما يخططه أعداء الأمة لها، حالة إنبساط وبهجة لأعداء مصر والأمة على نظرية "الحك على الجَرَبْ"، حالة عزف على أوتار الفتنة الطائفية والإقليمية والمذهبية، حالة دسّ السمّ بالدسم للقضاء على قوّة مصر بل وإضعافها وتقسيمها وشرذمتها، حالة الضياع والخراب والدمار والضعف، حالة "مَنْ يخرّبون بيوتهم بأيديهم
فبإسم كل مواطن عربي شريف وقلبه على مصر العروبة، أدعو كافة الأطراف المصرية للحوار والسِلم والبعد عن إراقة الدماء والفتنة بأنواعها والعمل لأجل مصر والبدء فوراً بترتيب بيتهم الداخلي على طريقة "أهل مكة أدرى بشعابها" دون تدخلات خارجية، لأجل أن يفوّتوا الفرصة على كل حاقد أو مُفتن أو مُندس أو عميل يسعى لخراب مصر -لا سمح الله تعالى-! لتعيش مصر قويّة ونكسب مصر إلى الصف العربي
مساء الأخوة والعروبة