الشاهد -
خيبة امل تصيب المستثمرين الذين كانوا يتوقعون نتائج افضل
الشاهد - نظيرة السيد
تفاجأ مستثمرو شركة البوتاس العربية وبعد التقرير الذي اصدره مراقبون حول الاوضاع في الشركة بشكل عام، بانخفاض ارباح شركة البوتاس العربية بنسبة 26٪ بالرغم من زيادة صادراتها بنسبة 14٪. انخفاض الارباح خيب آمال المستثمرين الذين كانوا يتوقعون نتائج افضل وطالبوا الادارة بتقديم تفسيرات مقنعة ومقبولة عن اسباب انخفاض الارباح مما دفع باعلاميين ومنهم الاستاذ الاعلامي والاقتصادي الدكتور فهد الفانك الى الكتابة في هذا لاموضوع باسهاب والتساؤل (على اعتبار ان له دراية بالشأن الاقتصادي وخصوصا قطاع التعدين) والذي طالب الادارة بتوضيح اسباب انخفاض الارباح وتقديم افصاح عما يحدث في سوق البوتاس وشركات البوتاس بعد ان انهار الكارتيل الاوروبي الضمني الذي كان يسيطر على كميات الانتاج العالمية وهذا الانهيار سيؤدي وحسب وضع السوق الى محافظة الشركات على اسعار مناسبة. شركة البوتاس ادارة شركة البوتاس قالت وردا على استفسارات المستثمرين والاقتصاديين والاعلاميين ان سبب انخفاض الارباح جاء لعدة عوامل كانت الادارة قد وضحتها اثناء تقديم تقديرها النصف سنوي والبيانات المالية للشركة والمودعة لدى هيئة الاوراق المالية. وقد وضحت الادارة ان انخفاض الارباح يعود بالدرجة الاولى الى ارتفاع كلف الانتاج نظرا لتأثيرها على القدرة التنافسية لشركة البوتاس العربية وهي تتلخص بالارتفاع الكبير في كلف الطاقة والمياه واليد العاملة والرسوم والضرائب. وشركة البوتاس هي ثامن شركة منتجة في العالم لكنها تقع ضمن اعلى كلف الانتاج وهذا يضع الشركة امام تحديات جمة واهمها المحافظة على قدرتها التنافسية وحجم مبيعاتها، حيث ان كلفة الطاقة والكهرباء ارتفعت حوالي 30٪ للطن الواحد في النصف الاول من العام الحالي مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. هذا بالاضافة الى ارتفاع الرسوم والضرائب مقارنة مع الدول المجاورة ومنها اسرائيل التي تحسب رسوم التعدين على اساس نسبة ثابتة تبلغ 5٪ من المنتج الخارج من المصنع، اما في الاردن فتبلغ رسوم التعدين 125 دينار اي (176) دولار للطن بحيث لا تتجاوز 25٪ من صافي الارباح بعد الضرائب. وهذه النسبة يمكن تحملها في وضع اقتصادي جيد لكن في هذه الاوقات تعتبر مدمرة حيث انها تقارب 25٪ من صافي الارباح وبناء على ذلك تسعى ادارة الشركة الى تعزيز قدرتها التنافسية وايجاد بدائل لتخفيض كلفة الانتاج مع المحافظة على الايدي العاملة واهم البدائل التي تفكر بها الشركة توسعة الطاقة الانتاجية واستقطاب استثمارات مباشرة بقيمة مليار دولار حسب الخطة المعدة والمعتمدة والتي يمكن ان ينتج عنها المئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. واشارت الادارة الى ان قرار هيئة تشجيع الاستثمار برفض منح الشركة الاعفاءات المطلوبة لعملية التوسعة ادى الى ابتعاد المساهمين في توسعة الطاقة الانتاجية للشركة. واعطت الادارة مقارنة بينها ما تنتجه شركة البوتاس العربية وشركة البوتاس الاسرائيلية حيث تستخرج الاخيرة حوالي 4 ملايين طن في العام من البحر الميت بينما تبلغ الطاقة الانتاجية لشركة البوتاس العربية والمستخرجة من نفس المصدر البحر الميت 35،2 الى 45،2 مليون طن في العام، والشركة الاسرائيلية تتمتع بافضلية تنافسية بعد اكتشاف الغاز في البحر الابيض المتوسط مما يوفر عليها كلف الطاقة بشكل كبير سنويا. اما بالنسبة لانهيار الكارتيل في بعض الدول والذي حدث في مطلع الشهر الحالي فان نتائجه لم تظهر بعد على السوق العالمي وهناك توقعات كثيرة بانخفاض اسعار البوتاس العربية بنسبة قد تصل الى 25٪ الى حد اقل من 300 دولار للطن بينما يتوقع اخرون ان يتم استيعاب انهيار الكارتيل دون انهيار كبير في الاسعار وانه من المبكر الكلام بما سوف تؤول اليه الامور. وفي النهاية طالبت ادارة شركة البوتاس الحكومة وناشدتها لمساعدة الشركة والصناعات المحلية للحفاظ على وضعها في السوق العالمي وقدرتها التنافسية مما يؤدي الى تحسين الوضع الاقتصادي في المملكة