رمضان الرواشدة
انتهت وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية من وضع نظام التمويل للاحزاب السياسية وهو نظام يهدف الى تفعيل العمل السياسي ومشاركة الاحزاب السياسية في الانتخابات النيابية واللامركزية والبلدية وربطت ذلك بالتمويل حسب القائمين على الوزارة، في وقت عبر اكثر من 20 حزبا عن رفضهم للنظام الجديد وتفضيلهم النظام القديم الذي يعطيهم 50 الف دينار سنويا دون اية التزامات. النظام الجديد للتمويل الحزبي خفض المبلغ الذي يحصل عليه الحزب وربط ذلك بمشاركته في الحياة السياسية واستطاعته ايصال اعضاء من الحزب الى البرلمان والبلديات وغيرها، مما يساهم في دفع العملية السياسية الى الامام بدلا من ابقاء الدعم القديم الذي لا مقابل له. ويقول مطلعون ان النظام الجديد اكثر تحفيزا للاحزاب على المشاركة السياسية وهو يسعى الى فرز الحزب القوي عن الضعيف وصولا الى احزاب قوية تستطيع الوصول الى الهيئات التمثيلية، وهو ما سيساهم الى حد كبير في تلاشي بعض الاحزاب القائمة على الامين العام وشلته المقربة.
النظام الجديد يعطي الحزب 15 الف دينار في حال ترشح عدد لا يقل عن 5 بالمئة من اعضاء مجلس النواب في الانتخابات النيابية شريطة ان يغطوا ثلاث دوائر انتخابية. وعشرة الاف اذا حصل على 1.5 بالمئة من الاصوات و2500 دينار عن كل عضو يصل النواب. و2000 دينار عن كل عضو ينجح في انتخابات البلديات او امانة عمان.و5000 دينار اذا حملت قائمة الحزب في الانتخابات اسمه.وخصص النظام مبلع 15 الف دينار في حال اندماج ثلاثة احزاب معا. وخصص النظام مبلغ 5 الاف دينار لمطبوعات وجريدة الحزب اذا حملت اسمه، وكذلك 2000 دينار لتغطية نفقات المؤتمر العام للحزب كل سنتين والذي يتم فيه انتخاب هيئاته القيادية.
وتقول مصادر سياسية ان 112 دولة من 167 دولة في العالم تمول الاحزاب حسب مشاركتها في الانتخابات وان المبلغ لم ينقص بل تغيرت معايير دفع التمويل للاحزاب والتي اذا التزمت فان بعضها سيحصل على 75 الفا بدلا من ال 50 الف سابقا.
يقول مطلعون على واقع الاحزاب ان النظام الجديد سيفعل العملية السياسية وسيدفع الاحزاب لمشاركة أكبر في الانتخابات وسيمكنها من تحقيق اهدافها بالوصول الى الهيئات التمثيلية.
على جميع الاحوال قدمت الوزارة ما لديها ويبقى في المقابل على الاحزاب ان تبدي ملاحظاتها وفق تصور يقوم على اساس «انا اساعدك ماليا شريطة ان تتقدم في الحياة السياسية»، وليس الرفض المطلق للنظام رغم اني سبق ان كتبت عن ملاحظات الاحزاب القومية واليسارية على النظام في مقال سابق وهو ما قالت عنه الاحزاب انه تضييق عليها وعلى العمل الحزبي في الاردن.
النظام بمجمله ايجابي وعلى الاحزاب ان تتعاطى مع تطورات الحياة السياسية والا تتجمد عند مرحلة معينة وتتمسك بها.