باسم سكجها
تابعنا على مدار ساعات طويلة، وبسهرتين متتاليتين، مناظرة مرشّحي الحزب الديمقراطي العشرين لخوض التصفيات التمهيدية الداخلية، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام المقبل، ومع كلّ التضخيم الإعلامي من الراعي «سي ان ان»، فلم تتشكّل لدينا قناعة بأنّ هناك شخصية سياسية
ديمقراطية قادرة على منافسة دونالد ترمب!
بالتأكيد، ما زال الوقت مبكّراً على حكم قطعي بهذا الشأن، ولكنّنا نتحدّث عن معطيات هذه الأيام، فحتّى الثلاثة الذين تعتبرهم الاستطلاعات الأقوى: بايدن، ساندرز، والزابيث وارن... كانوا يتحدثون من موقع ضعف أمام الرئيس الحالي، وأنّ هزيمته ليست سهلة، وأخذوا يتبادلون الاتهامات، وبالتأكيد فليس هناك واحد منهم يملك «كاريزما» القيادة، والعودة بالحزب إلى البيت الأبيض.
الحزب الديمقراطي يحمل مبادئ إنسانية تتفوّق على أفكار الحزب الجمهوري، ولكنّه بلا رأس قادر على المنافسة وبالتالي الحُكم، وبعد بيل كلينتون وباراك أوباما لم ينتج شخصاً جاذباً قادراً على اقناع الجماهير التي هي في آخر الأمر صاحبة القرار، ومع أنّ الديمقراطيين سيطروا على مجلس النواب في آخر انتخابات، ولكنّ ذلك لا ينسحب بالضرورة على انتخابات الرئاسة المختلفة شكلاً ومضموناً.
الحزب الديمقراطي حاول على مدار السنتين الأخيرتين البحث عن طريقة لعزل دونالد ترمب على أرضية التدخّل الروسي، وتقرير مولر، ولكنّ شيئاً من ذلك لم يحصل، ولا نظنّ أنّ الاستمرار في المحاولة سيكون ذا جدوى، ولم تخف رئيسة المجلس بيلوسي قناعتها بأنّ ترمب نفسه يدفع باتجاه المحاولات اليائسة لعزله، فمع كلّ فشل ديمقراطي نجاح شخصي له لأنّه سيظلّ يظهر بصورة الضحية!
حتى الآن، يبدو دونالد ترمب هو «الرئيس المقبل» للولايات المتحدة في ولاية ثانية، وعلى العالم أن يتعامل مع هذه الحقيقة، وخصوصاً نحن باعتبارنا متضررين من سياساته وخططه بالنسبة لـ «صفقة القرن»، ودون أن ننسى أنّه سيكون أقوى إذا أعيد انتخابه، وللحديث بقية!