الشاهد - انس الامير
"هداية" زوجها يعاني من ضمور في الدماغ و"صباح" تعاني من الديون
تلك هي بيوت الفقراء التي يتقلب اصحابها في فراش المرض والدين وقلة الحيلة، حيث يلتحفون فقرهم ويفرشون الامهم وهمومهم، اولئك القابضون على جمر المعاناة، تفر عيونهم الى السماء بحثا عن امل، كثيرا ما نسمع عن احداث توالت قلبت الظروف راسا على عقب ، ظروف كانت تسير في طريق وإتجهت الان تسلك طريقا جديدا، فزوجة تعمل في تنظيف البيوت لتتمكن من احضار القوت لزوجها المريض واطفالها الصغار، واخرى تعمل مع زوجها في تنظيف البيوت كذلك لإحضار الحليب لاطفالها الرضع دون التفكير بالطعام او الشراب او القروض المترتبة عليهم، ومع وجود الاصوات الخائفة التي تصدر من هذه الاسر المستورة نتيجة ما يفرض عليهم في حياهم، الا انه دائما يرغب الإنسان بان يكون الوضع المعيشي بمستوى يليق به ويتيح له الفرصة أن يعيش بكرامة مطلقة وأن لا ينكسر وهو يبحث عن مخرج يخرجه مما هو فيه ولكن ظروف الحياة المرة التي يعيشونها تجبرهم على الإنكسار فلا ملاذ لهم إلا الصبر على البلاء حتى يأتي الفرج من الله ، فكلهم مؤمنون أن الحال لا يبقى على حاله وان فرج الله عليهم لن يطول كما طال صبرهم .
الشاهد زارت هذه العائلات وتحدثت معهم عن معاناتهم لبثها الى الجهات المعنية .
الحالة الاولى
قالت السيدة هداية انها تعيش مع طفلتيها وزوجها الذي يعاني العديد من الامراض تمثلت بضمور في الدماغ والصرع، حيث ان هذه الامراض سلبت قدرته على العمل، واضافت بإنها تعيش بمنزل بالايجار، وليس لها اي معيل الا الله والراتب الذي يتقاضونه من المعونة الوطنية، واوضحت ان راتب المعونة الوطنية لايكفي متطلبات المعيشة التي يحتاجونها، اذ ان لديها فتاتين تحتاجان للمال من اجل توفير المتطلبات الاساسية ، وزوج يحتاج للمال من اجل شراء ادويته، وبيت يحتاج للمال لدفع الايجار وفواتير الكهرباء والماء ، وبينت انها ملتزمة بقروض وعليها ان تدفع شهريا 130 دينار ، واشارت الى ان هذه القروض يتم تسديدها من راتب المعونة الوطنية الذي يقدر بـ 190 دينار، مؤكدة انه بعد سداد متطلبات القروض يبقى القليل القليل من هذا الراتب ولا يكفي لدفع ايجار المنزل، فهي تطالب المعونة الوطنية ان تزيد الراتب الشهري الذي تتقاضاه اسرتها لانه لايكفي لسد لوازم الاسرة من الاحتياجات التي فرضت عليهم، وناشدت اهل الخير ان يساعدوهم ولو بالشيء القليل لتغطية احتياجاتها الاساسية.
الحالة الثانية
اوضحت السيدة صباح انها تعيش مع اهل زوجها في بيت صغير جدا لا يكاد يسع الافراد الموجودين فيه، واكدت انها لا تسطيع جلب الحليب لاطفالها الصغار نتيجة الوضع المادي الرديء الذي تعيش به العائلة، واضافت انها تعمل في تنظيف البيوت من اجل تأمين قوت عائلتها، لاسيما ان الزوج ايضا ليس له اي عمل ثابت او دخل يستطيع به كفاية اسرته التي تعاني الكثير، ولفتت صباح انها لا تسطيع شراء ادوية اطفالها المرضى، وتحدثت عن والد ووالدة زولجها اللذين يعيشان معهما في ذات المنزل بأنهم مقعدين ولا يستطيعان الحركة، مؤكدة ان لديهم ادوية ومستلزمات يجب احضارها بشكل دوري لكن بسبب الوضع الذي يعيشون فيه لا يستطيعون توفير هذه الادوية بانتظام الا برحمة من الله، كما وبينت ان الكهرباء والمياه مقطوعة عن المنزل لتراكم المبالغ المالية والتي وصلت الى 2000 دينار، وطالبت كل من المعونة الوطنية واهل الخير مساعدتهم لتخفيف معاناتهم ومساعدتهم في هذه الحياة الصعبة .