المحامي موسى سمحان الشيخ
ونحن نحيا اجواء رمضان الروحية يجب الا ننسى ان امتنا العربية على مفترق طرق، فما يجري على ارضها وبين اناسها اكبر واجل من حدث جلل نحن على فوهة بركان، المنطقة العربية موضوعيا تعيد، صياغة نفسها من جديد، وهي صياغات مفتوحة على اكثر من اتجاه، والقاعدة: ان كل تغيير يحمل في طياته مخاطر وآمال، الشعوب العربية المقهورة والمقموعة ترى نفسها في مخيال اخر وفي مرآة جديدة، مرآة عاكسة تظهر كل ما في احشائها واعماقها، قوى سياسية واقتصادية، مراكز قوى لها ارتباطات في الخارج، نخب مأزومة تأكل على مائدة الحاكم ليلا وتدعي النظافة في الصباح، ونخب اخرى شريفة تتحسس درسها مشهد شبه غرائبي كلها تتصارع والمشهد ليس فريدامن نوعه لقد عرفه العالم عبر ثورة فرنسا ما قبلها وما بعدها، وعرفته روسيا ابان ولادة المرحلة البلشفية، والحبل على الجرار، فالعالم العربي من اقصاه الى اقصاه نام دهرا، وها هو يصحو وسط بحر من الصراعات الداخلية والخارجية، ووسط اصطفاف هائل لمختلف القوى، الاصدق والاطهر في هذه المعادلة: هو الشعب، نعم الشعب بجموعه البسيطة وبمقدرته الفعلية واليومية على تصحيح المسار وارجاع البوصلة الى قبلتها الحقيقية ما يحدث في مصر نموذج يؤشر الى الحالة العربية فالانقلاب العسكري الاخير اعاد ثورة 25 يناير خطوات الى الوراء، التدخل العسكري الفظ والقاسي ضرب الشرعية والصندوق في آن معا، فهل تشهد مصر بعد ثورتها العظيمة نسخة منقحة يقودها العسكر والفلول وبعض ادعياء الديمقراطية الكذبة؟ سؤال؟ وهناك اسئلة كثيرة ليس على صعيد ربيع العرب بل على صعيد كل البلدان العربية التي تنتظر ربيعها ... ومرحى لرمضان