المحامي موسى سمحان الشيخ

مصر اول الربيع العربي بعد تونس، تمكنت عبر ثورة 25 يناير من ازاحة طاغية مستبد استطاع عبر حكمه المديد اعادة مصر الى الوراء بل اعادة العرب جميعا الى منزلة متأخرة، فمصر هي القائد الطبيعي والطليعي للامة العربية، الشرعية الثورية، رجولة الشباب، ميدان التحرير بكل اطيافه وتنوعاته وبمساندة عسكر مصر تمكن من الطاغية مبارك وازاحته وارسله للسجن مع مجموعة من الطغاة غير مأسوف عليهم وعليه، وجاء مرسي بل جاء الاخوان المسلمين جاء عبر صندوق الاقتراح بعد ان هزم مرشح الفلول احمد شفيق، واعتلى سدة الرئاسة كأول رئيس مدني منذ عهد الفراعنة وحتى الان، ارتكب مرسي اخطاء كثيرة بل وكثيرة جدا حسب اعترافاته وحسب رواية الاخوان المسلمين ذاتهم، لم يستطع المصريون جميعا، الحاكم ومعه الاسلاميين والمعارضة المخترقة من الفلول لم يستطيعوا الوصول الى صيغة توافقية تجنب مصر المنزلقات وتحمي تجربتها الديمقراطية الوليدة، اهمل الجانبان اهم بند في الديمقراطية، اي ديمقراطية، وهو الحوار ثم الحوار، ورؤية الاخر وسماعه، وحسم الشارع المصري امره، لم يمهل رئيسه سوى مدة قصيرة مع ان مبارك حكم بالحديد والنار اكثر من ثلاثين عاما استبدل الشارع الصندوق والشرعية الدستورية بالشرعية الشارعيه والثورية، ومرة ثانية حسم العسكر المعركة لصالح الثائرين المنتفضين وهناك من يقول ويدعي بأن الجيش يبيت خيار تدخله منذ فترة طويلة وليس بدءا من الانتفاضة الاخيرة والسؤال: هل الشرعية الثورية والدستورية في مرتبة واحدة؟ والسؤال الاخر الم يكن بالامكان اعطاء مرسي مدة اطول والتعامل معه بحكمة اكبر؟ والاهم هو السؤال الثالث: هل من ضمانة اكيدة لعدم فتح شهية العسكر لتدخل اخر في كل مرة، اسئلة كثيرة ومريرة ولعل اهمها ان لا ينزلق المصريون الاخوان وغير الاخوان للاقتتال والاحتراب الداخلي، فكلنا نحب مصر كل مصر