النقابي إبراهيم حسين القيسي
مع مرور الوقت يتزايد القلق الإسرائيلي بشكل محموم من تنامي الدور الإيراني في المنطقة، ومن السعي الحثيث من قبل إيران للوصول إلى المرتبة النووية التي ستهدد الوجود الإسرائيلي وتجعل من هذه الدولة الصنيعة شيئا في مهب الريح , كذلك هنالك قلق إسرائيلي من تنامي دور السنة في المنطقة بعد أن باركت أمريكا دور الإسلاميين وخصوصاً في مصر المحور الرئيسي في المنطقة والعالم العربي، والتي تعتبر حركة حماس إحدى أذرع التيار الإسلامي السني في المنطقة وتحظى بدعم لا محدود من قبله وهناك تسابق إيراني سني عليها، في هذه الحالة إذا أصبحت إيران قوة ذرية مسيطرة على المنطقة، ستهيج سباقاً مجنوناً بين دول إسلامية غير مستقرة لغرض الحصول على منزلة ذرية لذلك ستبقى إسرائيل مستمرة بتحريض الغرب والمنطقة وتوجيه الإنذارات بأن مواجهة إيران والسنة هو تحدي دولي لا يقل أهمية عن حروب الغرب في السابق من أجل منع سيطرة النازية والشيوعية على العالم، في الحقيقة هذا ليس زمن الخير بالنسبة لإسرائيل بل هو زمن مواجهة الواقع المر، لأن أمريكا والغرب بحاجة للسنة من أجل إيقاف المد الإيراني الشيعي في المنطقة وهذا لا يتم إلا من خلال دعم الحركات السنية، لكن! ليس دعم حماس وهذا ما يوقع أمريكا في حالة من التناقض حيال كثير من المواقف في المنطقة، فحماس أولاً وأخيراً هي ذراع إسلامي سني ورأس الحربة للتيارات الإسلامية التي تسعى لإزالة إسرائيل وتحرير فلسطين، من هنا تتأتى المرارة الإسرائلية لأن الأوراق إختلطت بالنسبة للغرب وأمريكا في المنطقة نتيجة لتنامي الدور الإيراني ومحاولة إيجاد تيار سني مناهض لهذا الدور، في النهاية ليس أمام إسرائيل إلا خياران كلاهما مر إما أن تغامر منفردة وتقوم بتوجيه ضربة لإيران وتجبر بذلك الغرب وأمريكا على التعامل مع واقع غير مضمون النتائج، وهذه خطوة خطيرة جداً وغير محسوبة العواقب قد تؤدي إلى حرب مفتوحة على كل الإحتمالات، وإما أن تسير إسرائيل في طريق السلام الذي سيفرض عليها تقديم تنازلات كبيرة ستهدد الوجود الإسرائيلي الصهيوني على المدييّن القريب والبعيد، الحقيقة أنه زمن مواجهة الواقع بالنسبة لإسرائيل فكيف ستتصرف هذه المرة؟
ibrahim_alqaisy@hotmail.com