عبدالله محمد القاق
يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك الذي باركه الله بنزول القرآن الكريم الذي تكثر فيه الطاعات فقد قال سبحانه وتعالى عن أهمية هذا الشهر الكريم "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة البقرة
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة: من لياليه المباركة.
والواقع إن أهم معاني الصيام هو تنقية النفوس من الأدران وتزكيتها ومجاهدة النفس في مواجهة الصعاب والمشكلات ، فقد جاء في الآيات الكريمة والحديث الشريف: ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين: وحديث الرسول الكريم "المجاهد من جاهد نفسه في الله" وهذا يعني أن الصوم هو جهاد النفس المعقود على كل مسلم ومسلمة من اجل المزيد من الدعاء وذكر الله وقيام الليل والزكاة.
وفي هذا الشهر تمتلئ المساجد بالمؤمنين الذين يسبحون الله من أول الشهر حتى نهايته، فضلا عن صلة الرحم.. وهذا يؤكد أهمية هذا الشهر ويجسد معانيه إيمانا واحتسابا انطلاقا من الرغبة في أداء الدور الكبير خلال الشهر.
والواقع إن شهر رمضان هو أجمل الشهور حين يقول الصائم على مائدة الإفطار "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت وبك آمنت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله.. يا واسع الفضل اغفر لي.. الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت".
وفي هذا الشهر العظيم تتجلى العبادة الخالصة لله عز وجل لا يشوبها رياء ولا نفاق ولا مباهاة حيث أضافها الله عز وجل وميزها عن سائر العبادات الأخرى للحديث القدسي قال الله تعالى "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال تعالى: إلا الصوم فانه لي وأنا اجزي به، يدع شهوته وطعامه من اجلي" متفق عليه. واللفظ لمسلم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه.
في هذا الشهر المبارك تفتح خزائن الفضل والرحمة والإحسان وتقبل ليالي الجود والعفو والغفران لقول رسولنا الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم) "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين". وفي رواية (صفدت الشياطين) والمعنى واحد. متفق عليه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. والحكمة من ذلك حتى يكون الناس متحفزين للإقبال على الله عز وجل وان يكونوا متهيئين للتوبة النصوح الخالصة لله سبحانه وتعالى. فان باب التوبة مفتوح على مصراعيه ينتظر التائبين المستغفرين العابدين. فمن رحمة الله رب العالمين لعباده إن فتح لهم باب التوبة في هذا الشهر الفضيل المبارك. فهل من تائب ليتوب الله عليه؟ في هذا الشهر الكريم الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
وما أحوجنا في هذا اليوم أن نتدبر معاني القرآن الكريم وسنن رسوله للقيام بالعبادات خاصة وان الحديث الشريف الذي يرويه النبي عليه الصلاة والسلام عن الله سبحانه وتعالى "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فانه لي وأنا اجزي به"
وما علينا إلا أن نبتهج بهذا الشهر وبإطلالته الكريمة خاصة وانه شهر المحبة والإخاء والعطاء.. شهر صلة الرحم والزكاة وأداء العبادات