ربى العطار
الاسبوع الأول من شهر رمضان كان زاخراً بالأحداث والأخبار التي لا تحمل ألواناً مبهجة، فبين انتقادات واسعة للتعديلات الوزارية، إلى تصعيد في الحراك الاحتجاجي الذي اخترق السقوف، إلى تداعيات في عدة محافظات على توقيف واعتقال ناشطين في الحراك.
وتمضي الساعات وهي تحمل معها مزيداً من التخويف على مستقبل البلاد، فمستوى الإشاعة مرتفع، وناقوس "صفقة القرن" يدق للإعلان عن الخطة الامريكية المرتقبة في القريب العاجل.
إن "حراك الرابع" مستمر منذ فترة تجاوزت السنة ، لكن المتابع لشؤون الحراك يرى فيه ضياع المطالب الموحدة، فهناك مجموعات متفرقة في الاتجاه والهدف تلتقي في ساحة مستشفى الأردن كل خميس، وكل زمرة فيها تطالب بحزمة مطالب بما يعبر عن أسباب خروجها، وهذا بالضرورة يعطي مؤشراً بأن استمرار الحراك على هذا الشكل (المخربط) قد يحمل معه نتائج غير مبشرة، وما نشهده من اتساع لدائرة الاحتجاجات في بعض محافظات المملكة ينذر بتطور الشكل الاحتجاجي من السلمي إلى افتعال الشغب.
كما أن المتابع للحراك يرى دخول"بعض الأحزاب" التي تضم رموزاً مؤثرة في محاولة منها لإثبات نفسها كجهة لها حضور سياسي قادر على قيادة الحراك.
تلك الأحزاب منها ما كان يشارك في الحراك من خلال قطاعاته الشبابية بأسماء لا تدل على انتماءاتهم الحزبية، ومنها ماهو حديث التأسيس وبدأ ظهوره بشكل معلن مع حراك المتعطلين عن العمل.
يبدو أن غياب الحلول أصبح صفة مقرونة بحكومة الدكتور عمر الرزار للتعامل مع ملف الحراك ومطالبه، فهو ولغاية الآن "نقلاً عن نخب سياسية" قدم برنامج "على خطى النهضة" لكنه لم يقدم الاصلاح السياسي لغاية الآن، مما فتح شهية "النخب السياسية المعارضة" لتنشيط الحراك وادارته وتوسيعه بعد أن كان مؤطراً في ساحة مستشفى الأردن.