محمد طالب عبيدات
خوفاً من أن يزاود عليّ أحدهم فإنني أؤكد بأن للفن رسالة نبيله للتلاقي والتواصل والحضارة والتاريخ والإبداع والفرح وغيرها
لكنني حزين ومن قلبي على ما أشاهده وأسمعه في كل بيت وشارع ومقهى حيث إنشغال الناس "معظمها" ببرنامج أرب آيدول لمتابعة الغناء الذي لا يحمل لوناً ولا طعماً ولا رائحة.
حزين على هذه الأمّة التي تتصارع فيها وتتلاطم سكرات الموت والقتل والتنكيل من كل جانب وحدب وصوب وشبابها صرعى وعيونهم مُحدقة بالتلفاز لمتابعة الغناء الفارغ من المضمون ولا تأبه لحاضرها ولا لمستقبلها.
حزين على شباب اليوم ورجال المستقبل الذين هم فارغو الجوهر والمضمون.
حزين حتى على "الفن العربي" الذي سقط للحضيض وأصبح للإغراء فقط.
مُتفائل بمن تبقّى من شبابنا وأمتنا ممن يحملون رسالة العرب والإيمان الحقيقي في المعاملة الحسنة والرؤية التي توائم بين الأصالة والمعاصرة.
مُتفائل بمن تبقّى من شبابنا وأمتنا على عهد ثوابتنا الوطنية واليعربية في رسالة المحافظة على منظومة قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا. مُتفائل بالصفوة والنخبة من الشباب ليكونوا قدوة حسنة ويجذبوا مَنْ جعلوني "حزين" على وضع الشباب ليجذبوهم ليكونوا عناصر خير ومنتجين وفاعلين.
صباح الوطن الجميل والأخلاق الرفيعة