النقابي : ابراهيم حسين القيسي
ليس هناك من شخص واحد في هذا الوطن بشرط ان يكون عاقلا سويا يقبل او يتخيل ان تكون عمان بلا ماء او كهرباء او خبز , و اولا واخيرا بلا امن قد يكون هذا الميل والخيال المريض في عقول حفنة من اللصوص الفاسدين الحاقدين من اجل منفعة لم يحصلوا عليها وهي ليست حقا لهم ، عمان مدينة الفقراء والعلماء والصناع والتجار وهي التي جبلت بعرق الكادحين الذين سقوا رمال الخليج ومن كد الحراثيين والزراعيين هؤلاء لن يقبلوا ان تكون عمانهم ظلاما دامسا ، كما لن يقبلوا ان يكون في شوارعهم لا سمح الله حواجز وسلاح وشبيحة وبلطجية ولصوص وزعران يسفكون الدماء وينتهكون الحرمات ، الكادحين والحراثين والرعاة فقط يقبلون سلاح الدولة وحواجزها التي تبحث عن الفارين من وجه العدالة وسراق المركبات وكذا هو الاردن الدولة لا يقبل عاقل شريف ونظيف شرب وارتوى من ماءه ان تغلق فيه طريق او تحرق فيه مرفقة عامة او حتى يحطم فيه زجاج ، العمانيون يؤمنون بأن عمان بنيت لتكون وارثة الحواضر العربية التي ساد فيها مجد للامة يوما ، عمان الفتية يجب ان لا تكبو او يحترق رمش من رموشها بعد ان فقدنا هيبة بغداد حاضرة الدولة العباسية التي استبيحت واصبح قطع الرؤوس فيها على الهوية ، ليس ذلك وحسب بل شنق سيدها ذات عيد اضحية عن امة فقدت بوصلتها وسلمت مقاليد امورها لشياطين الغرب الذي التهموا النفط وإنحازوا لسرطان العصر اسرائيل ، عمان بنيت من اجل ان تكبر وتتعملق ولتكون الحاضرة الجديدة للأمة والملاذ الآمن لأبنائها الباحثين عن طوق نجاة ، عماننا هي الحاضرة الجديدة بعد ان فقدت قاهرة المعز صبرها وانفلت فيها كل عقال حتى اصبح كل شيء له ضد وانقلبت فيها كل المعايير والعاقل غدا حيران ، عمان حضارة الامة القادمة الى الواجهة بسرعة الضوء بعد ان احرقت النيران دمشق حاضرة الدولة الاموية التي تسيل فيها الدماء بلا هوادة وشرد اهلها والله وحده اعلم الى ما ستؤول اليها الامور والاحوال سيما وان هناك كل يوم في دمشق مستجد جديد ولاعبون جدد يدخلون الى ساحاتها بلا استئذان ، عمان مرة اخرى مدينة العرق والجهد والتعب والكادحين لن يقبل اهلها ان تكون سماءها معتمة وصنابير مياهها جافة ، وأفران خبزها مغلقة وامنها مستباح، الذين يفكرون بهذا المستوى والذين يحملون في قلوبهم هذا الحب لعمان وارثة الحواضر هم الملايين الذين لن يقبلوا مجرد تخيل انتهاك شرف عاصمتهم , وكذا هو الاردن الوطن والحمى والملاذ ، ليس ما قيل هو درس في الانشاء وانما مشاعر اهل عمان الشرفاء من شمال الوطن الى جنوبه ، فعندما تكبوا الحواضر يقول التاريخ انه لا بد من نهوض حاضرة جديدة وستكون هذة الحاضرة هي عمان