محمد طالب عبيدات
بمناسبة أعياد الوطن: عيد الجلوس الملكي، وعيد الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى وعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، والمتزامنة والمرتبطة روحياً وذكرى حادثة الإسراء والمعراج، نستذكر إنجازات الوطن التراكمية في كل المجالات والتي جعلت من الأردن مشروعاً نهضوياً وتنموياً لدولة عصرية، ونستذكر المفهوم الهاشمي العصري للإستقلال والذي لم يكن يوماً مجرد عدم التبعية للأجنبي فقط بل الخدمة والعدل والمساواة والحرية والنهوض بالإنسان وإحترام كرامته، ونستذكر تطلعات دولة المؤسسات والقانون صوب الانفتاح والحداثة والتكنولوجيا والادارة الموجّهة بالنتائج وخدمة الانسان وكرامته، ونستذكر موقع الأردن المحترم على الخريطة العالمية، ونستذكر الحضور الدولي للدبلوماسية الأردنية في كل المحافل، ونستذكر الإصلاحات الدستورية الحديثة والقوانين الناظمة للحياة السياسية والإقتصادية والدولة العصرية، ونستذكر الأردن المستقل بإرادته الحرة وفهمه لواقع العالم الحالي المليء بالتناقضات، ونستذكر تعميق الأردن للأعراف الديمقراطية والعلمية والحضارية بين أفراد الشعب، ونستذكر السلوك المتوازن للدولة الأردنية المرحب به إقليميا ودولياً، ونستذكر الإرادة الوطنية الحرّة المواءمة بين الديمقراطية والأمن، ونستذكر صمود الأردن وكنموذج في زمن الربيع العربي، ونستذكر الإستثمار الحقيقي بالإنسان العارف والواعي والمؤمن برسالة الأردن، ونستذكر الوحدة الوطنية المثلى والتعايش الديني النموذج، ونستذكر بطولات جيشنا العربي المصطفوي صائن الإستقلال، ونستذكر صون كرامة وإنسانية الإنسان، ونستذكر الأمن والإستقرار الذي ننعم به عن غيرنا في دول المحيط العربي المُلتهب، ونستذكر توازن وحكمة وإعتدال القرار الإردني تجاه أزمات المنطقة والمحيط العربي، ونستذكر ولوج الأردن للألفية الثالثة بكل اقتدار وكفاءة ليغدو الأردن رمزاً للتقدم والنماء والتوازن والقرار الحر، ونستذكر الكثير الكثير فالقائمة تطول لفسيفساء وطنية مُثلى، يحق لنا الأردنيون أن نفخر بها كنموذج يُحتذى على مستوى العالم
الوطن -اليوم وقبل الغد- بحاجة لوقوف جميع أبناءه في خندقه درءاً لمخاطر المتربصين به والحاقدين عليه والمنتظرين إضعافه، فواجباتنا وفق منظومة المواطنة الصالحة تقتضي أن نفوّت الفرص على أصحاب الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن نساهم بايجابية لوقف العنف المجتمعي والجامعي، وأن نواءم بين حقوقنا وواجباتنا ومسؤولياتنا دون أن تطغى حقوقنا على واجباتنا، وأن نقف مع الوطن في وقت الشدة والرخاء على السواء، وأن نعتز بوطننا وتاريخه وحضارته دون إنتظار مكاسب أو جوائز، وأن لا نُطلق الإتهام الجزاف، وأن نُحارب الفساد والواسطة والمحسوبية ونسعى للإصلاح، وأن ندعم إقتصاد الوطن بتوفير الإستثمارات والمحافظة عليها ومساعدة الدولة في توفير فرص العمل بالقطاع الخاص، وأن نقضي على سياسات الإسترضاء والإقصاء وترحيل المشاكل، وأن نمارس الحرية المسؤولة لا حرية الفوضى، وأن نُحافظ على أمن وإستقرار الوطن بوازع الإنتماء الداخلي لا الخوف من العقوبة، وأن نُمكّن الجيل والناشئة على قيم وثقافة وممارسة الديمقراطية كحياة يومية، وأن نكون متسامحين فكرياً ومعتدلين سلوكياً، وأن نحترم الدستور ونطبّق القانون ونحفظ هيبة الدولة، وأن نعي نظامنا السياسي والإقتصادي والإجتماعي، وأن نبتعد عن السلبية والأنانية والأنمالية، وأن نتحلّى بالقيم الأصيلة والفاضلة لنواءم بين الأصالة والمعاصرة، وأن نشكر الله على النعم العديدة والفضل لهذا الوطن علينا، وأن نتفآءل بالمستقبل الواعد، لأن هذا الوطن لن تهزّه العواصف العاتية –بحول الله تعالى- ولن تعصف به المؤامرات والفتن وكيد الحاقدين، ولن ينحني إلّا لله تعالى.
فمبارك أعيادك الوطنية يا وطني الأردن، وكل عام والوطن وقيادتنا الهاشمية والجيش وأجهزتنا الأمنية والشعب والجميع بألف خير.