الشاهد -
عائشة زوجها مريض واطفالها جياع ولا تجد ما تطعمهم
ام ليث .. زوجها مطلوب امنيا ومثقلة بالديون ومهددة بالطرد من المنزل
الشاهد-فريال البلبيسي
ان الضغوطات النفسية المتزايدة والتي ادت الى ظهور مشكلات اسرية عديدة لا حصر لها منها المشكلات التربوية والفقر والبطالة والتفكك الاسري والانحراف والادمان، اضافة الى المشكلات النفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر والعنف والاساءة التي من شأنها ان تجعل من الحياة مستحيلة وخصوصاعندما يمارس على المرأة اي شكل من اشكال العنف النفسي والجسدي ويمتد ايضا العنف على الابناء. الشاهد وكما عودت قراءها اسبوعيا ان تتناول قضايا وحالات انسانية يعيشون حياة الفقر والعوز، ففي هذا الاسبوع التقينا العديد من النساء لكل منهن قضة ومعاناة وظلم وقع عليهن وعلى ابناءهن من قبل الزوج مما جعل المرأة تعيش قلق وتوتر وضغوطات نفسية اثر على الابناء. الشاهد التقت السيدات واستمعت الى معاناتهن وكان لكل سيدة قصتها والامها وظروفها الصعبة التي تعانيها مع اطفالها وابنائها الذين تركوا في مهب الريح. التقت الشاهد العديد من النساء والتي يعانين ظروفا قاهرة في شتى الامور في مركز التوعية والارشاد الاسري بمحافظة الزرقاء ويعنى هذا المركز بالمشكلات الاسرية، والعنف الاسري والتي تصيب في غالبيتها الاطفال والنساء وكان لكل سيدة معاناة طويلة مع الفقر والعنف
القصة الاولى
كان حلمها بسيط مثل حلم كل فتاة زوج حنون واسرة سعيدة وفرحت عندما حضر العريس ليطلب يدها وكان اليوم المعهود الذي تفرح فيه كل فتاة هو يوم زفافها فقد تحقق حلمها واصبح لديها زوج ومنزل دافىء واصبحت بعد عام ام وعاهدت نفسها ان تكون ام صالحة وزوجة مطيعة لتستطيع ان تنشيء ابناء صالحين ومنزلا دافئا عنوانه الحب، هذا ما قالته السيدة زها (ام ليث) في بداية حديثها، الذي استمعت اليه بكل اهتمام وقالت لقد هدمت احلامي وقست الحياة عليّ وعلى ابنائي الذين لا ذنب لهم سوى ان لهم والد قاس لا يرحم وام محطمة صدمتها الرياح وكثرة العقبات التي واجهتها مع ابنائها قالت ام ليث انني ام لسبع بنات وولد واحد وزوجي عنده هواية الزواج من نساء ومنذ زواجنا لغاية الان تزوج خمس مرات وطلق اربع نساء والان لديه زوجة على ذمته، وانا هجرني والد ابنائي منذ خمس سنوات وتركني مع ابنائي اواجه صعوبة الحياة لوحدي ولان الحياة المعيشية قاسية اخذت اعمل خادمة في المنازل لاستطيع اعالة اسرتي اللذين تركهم والدهم دون ان يؤدي حقوقه كوالد رحيم وقد اثرت هذه التصرفات القاسية على ابني ووحيدي في هذه الدنيا فقد كان ولدي ذكيا متفوقا وبعد ان تركنا والده انتابته حالة نفسية سيئة واصيب باكتئاب واصبح يكره المدرسة حتى وصل به الامر بان يقدم على الانتحار وقام بالسقوط من الطابق الرابع ولكن الله رحمه بعد ان كاد ان يموت وتم اجراء عملية جراحية له بوضع بلاتين في الفقرات في ظهره وقد ساءت حالة ولدي صحيا لمدة تزيد عن عام، والان ولدي يعاني ضغوطات نفسيه واكتئاب حاد والسبب والده الذي تزوج خمس مرات وهجرنا منذ سنوات دون ان يرى ابنائه، وقالت بسبب زوجي وزواجه المتكرر خسرت صحة ولدي الذي اصبح عاجزا غير قادر على العمل بما نسبته 55٪ وقد ساءت ايضا حالة زوجي المادية واصبح مطاردا امنيا وعليه قيود بسبب الديون المتراكمة التي تلازمه والشيكات التي يوقعها بدون رصيد والان والد ابنائي مطلوب امنيا. وقالت بسبب الظروف المالية الصعبة والفقر الحاد الذي اعيشه مع ابنائي فقد قمت بتزويج بناتي وهن ما زلن صغار بالعمر وكان اختياري غير موفق لبناتي فطلقن الثلاث بعد زواجهن باسابيع قليلة، فابنتي رنا وعمرها الان 19 عاما فقد قمت بتزويجها وعمرها 16 عاما وطلقت بعد شهر والان ابنتي تساعدني باعالة الاسرة ونحن نواجه مأساة حقيقية فانا لم ادفع اجرة منزل منذ اشهر والان اصبح المبلغ غير المدفوع ما قيمته 630 دينار واجرة المنزل 100 دينار شهريا ومهددة مع ابنائي بالطرد، وانا لا اتقاضى من اية جهة وحياتي مأساوية لقد دمرني وابنائي والدهم. وناشدت الام اهل الخير والايادي البيضاء وصندوق المعونة الوطنية مساعدتها فزوجها محكوم بالسجن ومطارد وعليه الكثير من الاحكام، وهي لا حيلة لها وناشدت المسؤولين مساعدتها بولدها الذي يعاني من عجز بفعل الحادثة التي اصبح بسببهاعاجزا وكذلك معاناته بامراض نفسيه جراء ترك والدهم له
الحالة الثانية
حالة عنف اخرى التقتها الشاهد في مركز التوعية والارشاد الاسري عندما التقيتها ونظرت اليها كانت عيناها غائرتان حزينتان وكان وجهها هزيلا وكذلك جسدها النحيل يدل على انها تعاني فقر الدم الحاد قالت عائشة وهي تبكي بحرقة والم لقد زوجوني اهلي وانا صغيرة لم ابلغ ال 15 عاما وفرحت جدا بفستان العرس الابيض وبما احضروه لي وبرغم صغر سني الطفولي الا انني حلمت بايام سعيدة مفرحة ولم اكن اعلم ان القدر كان يخبىء لي الاحزان والعنف الجسدي لي ولاطفالي. ولم اكن اعلم ان زوجي مريض نفسي ويتعالج في المصحات النفسية.فمنذ يوم زواجي وانا مصدومة بواقع مرير بزوج عدواني لا يعرف الرحمة وكيفية التعامل مع اطفاله الصغار، وعاطل عن العمل وهمه ان يأخذ ما بحوزتي من نقود يجود بها المحسنين على اطفالي لانهم يعرفون ظروفي. قالت عائشة انني ام لثلاث اطفال اكبرهم يبلغ من العمر 4 سنوات وحاولت كثيرا ان اتعايش مع زوجي المريض النفسي لكنني اجد صعوبة بذلك لانه ليس مريضا فحسب انما هو عدواني لابعد الحدود فهو يضرب ابنائه ويضربني ايضا بالقنوة وسلك الكهرباء واذا خرج للشارع يتشاجر مع اي شخص يجده امامه. وقالت لقد حاولت الذهاب لاهلي ولاهله لكن لم يستقبلوني مع ابنائي واهله قالوا لي نحن لا دخل لنا بك وبابنائك وانا لا ادري ماذا افعل وكيف اعيش بابنائي وكيف اطعمهم فانا ادفع اجرة المنزل 80 دينارا واتقاضى من صندوق المعونة 80 دينارا وهي لا تكفي لشيء واني اناشد صندوق المعونة الوطنية برفع قيمة الراتب، ابنائي ثلاث صغار ولا اجد ما اطعمهم به وزوجي لا يصلح لشيء ولا احد يمد لي يد العون. ونحن بدورنا نقول لصندوق المعونة الوطنية خمس اشخاص من الاسرة على 80 دينار قليل جدا فنحن نطالب لها باعلى قيمة، زوجها عاجز وغير قادر على العمل