الشاهد -
يناشدن وزارة التنمية رفع قيمة المبلغ الشهري الذي يتقاضونه
الشاهد - فريال البلبيسي
جولة هذا الاسبوع كانت لمنطقة جبل الامير فيصل حيث التقينا حالات مستورة تعيش تحت خط الفقر وتعاني المرض والوحدة والحزن. الشاهد طرقت ابواب السيدات التي يعشن في ظروف قاهرة لا معيل لهن الا الله، ولا احد يطرق بابها ويسأل عن احوالها، لكل منهن قصة مؤلمة ومعاناة يعشنها في هذه الدنيا لا سند لهن سوى الخالق، عندما التقيناهن وتحدثن معهن وجدنا هموم الدنيا في حديثهن والحزن ملأ عيونهن وكأنهن يعشن في غربة عن اوطانهن
الحالة الاولى
طرقت الشاهد باب السيدة نبيلة وعمرها 75 عاما وهي تعيش وحيدة في منزلها في منطقة المشيرفة الغربية حي البساتين وتعاني ظروفا صحية واقتصادية معيشية سيئة. وعندما استقبلتنا السيدة نبيلة وجلسنا سويا وسألناها عن عمرها وجدنا ان تعابير وجهها والخطوط التي رسمها الزمن على وجهها قد جعلتها تبدو اكبر من عمرها، واعتقدت ان عمرها بالستين او يزيد. قالت نبيلة لقد عشت حياتي منذ الصغر ولغاية الان لم اقرر شيئا في حياتي فاهلي زوجوني زوجي الاول غصبا وعشت معه ايضا غصبا حتى وفاته فانا لم ارزق منه ابناء ومع ذلك عشت معه لان اهلي يريدون ذلك حتى توفاه الله وبعد وفاته قرر اهلي لكي لا اعيش وحيدة ان يزوجوني من قريب لي وعشت معه ست سنوات وانا اعاني فقد كان يتعاطى الخمور ويضربني وذقت منه جميع انواع العذاب وقرر بعد معاناة طويلة اشقائي ان يطلقوني منه، والان اعيش وحيدة في هذا المكان البارد المظلم دون دفء الابناء في منزل لا حياة فيه لانه لا يوجد فيه ابناء. وبكت نبيلة مطولا لهذه الحياة التي عاشتها دون ان ترزق بابناء يعيلونها في كبرها وتستند عليهم في عمر لا تستطيع اعالة نفسها، واضافت ان الله ابتلاني بالديسك في رقبتي وظهري وتهتك الشريان والعصب في ارجلي وحساسية في صدري، وهذه الامراض بحاجة الى ادوية شهرية وقيمة هذه الادوية (71) دينارا. واكدت نبيلة انها غير ملتزمة بالادوية لارتفاع ثمنها وهي لا تستطيع تأمينها لانها لا تملك ثمن هذه الادوية. وقالت نبيلة انني اتقاضى راتبا من صندوق المعونة الوطنية قيمته 40 دينارا شهريا وتساءلت هل هذا المبلغ يكفي لاعالة امرأة لمدة شهر تدفع قيمة فواتير الكهرباء والماء والدواء ويجب ان تعيل نفسها بهذا المبلغ لمدة شهر واقسم انه لا دخل لي سوى الدخل الذي اتقاضاه من صندوق المعونة الوطنية وناشدت نبيلة المسؤولين والمعنيين في صندوق المعونة ان يرفعوا قيمة راتبها الشهري الذي لا يكفيها لشيء، وقالت ا نني محرومة من كل شيء فانا اتمنى امورا كثيرة ومنها طعام اصبحت اسمع فيه ولا اراه
الحالة الثانية
وطرقنا باب الارملة نعيمة والتي تعيش وحيدة دون معيل لا تجد من يطرق بابها ليقدم لها اي نوع من الخدمات، الوحدة عنوانها، والالم يعيش معها، فقد ذهب عنها وحيدها ولدها قبل ايام بحادث وما زالت تعيش الحزن بفقدانه فهي اضاعت وفقدت سندها الذي ستتعكز عليه في كبرها فهذه الارملة التي طرقنا بابها عبارة عن سيدة محطمة ووحيدة. وعندما تجولنا في منزلها التي تعيش فيه الارملة نعيمة وجدناه غير صحي ولا تدخله الشمس ولا الهواء النقي. وقالت ان الله لم يرزقني سوى ولدي وحمدت الله عليه كثيرا وحلمت كثيرا بانه سيعوضني عن حياتي القاسية التي عشتها بعد مرض زوجي الذي بعت كل ما املكه لاستطيع علاجه واعالة عائلتي، ورضيت بالحياة المعيشية القاسية من اجل ولدي، وعندما توفي زوجي قبل عامين، تحملت المصيبة وقلت لقد ترك لي ولدا سيكون رجلا في كبره وسيعوضني عن الحرمان لكن الله افتقده بحادث قبل شهر وهذا ما كسرني وحرق قلبي وجعل حياتي يائسة بعده. فمن يطرق بابي ومن يسأل عن حالي وقالت نعيمة انني اعيش في منزل ايجاره الشهري (40) دينارا عدا الماء والكهرباء وكنت اتقاضى من صندوق المعونة الوطنية مبلغ (100) دينار والان توفي ولدي ولا اعلم ماذا سأتقاضى من راتب بعد وفاة ولدي واكدت نعيمة انه لا يوجد لها دخل سوى ماتأخذ من صندوق المعونة الوطنية وهي لا تستطيع اعالة نفسها في اي شيء وقالت اتمنى من المسؤولين والمعنيين في صندوق المعونة الوطنية ان يساعدوني براتب معقول لكي اعيش حياة كريمة، ويتذكروا انني ادفع ايجار منزل وفواتير كهرباء وماء فماذا يتبقى لي ليعيلني شهرا دون الحاجة لاحد. واضافت الارملة اقسم انني لا اجد احدا يطرق بابي ليسأل عن حالي فانا اعيش الغربة في وطني ولا اجد يدا بيضاء من اهل الخير ليساعدني في هذه الدنيا التي قست عليّ، واخاف من ظلمة الليل لانها موحشة باردة تجلب الافكار السيئة والمخيفة الوحدة موحشة ومخيفة. ونحن نطلب من المسؤولين الرحمة للسيدتين الارملتين برفع راتبهما الشهري لانه لا يوجد لهن دخل سوى راتب المعونة
الحالة الثالثة
لم تبتسم يوما ولم تعش حياتها بالمعنى المعهود من طفولة وشباب فهي منذ نعومة اظافرها تعيش الحرمان وقساوة الحياة والان في عمرها هذا تعيش الوحدة بعد وفاة والديها فهي الان فاقدة الابوين وحيدة وتعاني من قساوة الحياة والجوع والذل، عندما التقيتها في مركز التوعية والارشاد الاسري في محافظة الزرقاء كانت عيونها غائرة ودمعة حارقة على وجهها وجلست بجانبي وتركتها تتحدث كما تريد، قالت غالية عمري الان 51 عاما وحياتي كانت قاسية وصعبة منذ نعومة اظفاري وكبرت وكبرت معي همومي فانا امية لم ادخل مدرسة وعندما كنت طفلة لم العب مع اقران بعمري ولم البس ملابس جديدة او حذاء جديد لم اعرف فرحة العيد يوما ولم اتزوج مثل غيري من الفتيات فانا عشت منذ الصغر لاخدم اشقائي ووالدي والذين توفوا قبل اعوام وتركوني وحيدة بلا معيل فانا اعيش في غرفة صغيرة وشقيقي المريض يعيش مع زوجته في غرفة اخرى وهو يعاني من ديون كثيرة ويعاني من مرض القلب والسكري ولا يأخذ من اية جهة وانا اتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا قيمته (40) دينارا ويذهب من هذا المبلغ قيمة (20) دينارا دينا اسدد قيمته شهريا. وعشرة دنانير قيمة جرة الغاز والذي يتبقى لي (10) دنانير اعيش بهذا المبلغ لنهاية الشهر، وابتلاني الله بمرض الضغط وارتفاع التوتر الشرياني وتصلب شرايين القلب ومغص معوي حاد والتهاب بالمفاصل ولا استطيع علاج نفسي لانني لا املك المال والدواء مكلف، واكدت غالية قائلة اقسم انني محرومة من كل شيء اشتهي الفواكه وبعض المأكولات التي اراها تعرض بالمطاعم وانا لم اتناول فاكهة منذ سنوات ولم اتناول الحلويات مثل الكنافة او الطعام كاللحوم والدواجن والاسماك منذ زمن طويل فانا اعيش على الخبز والشاي وغالبا لا اجد السكر او الشاي، وبكت غالية من الجوع كما تقول ومن الالم النفسي التي تعانيه. ونحن نطالب المسؤولين والمعنيين في صندوق المعونة الوطنية وبرجاء حار ان يزيدوا قيمة الراتب التي تتقاضاه غالية لانها تعيش حياة الحرمان من كل مباهج الحياة